وَ
لا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ[2].
الدخل-
بفتحتين- كلّ ما كان دخيلا على الشيء و ليس منه. و يستعمل كناية عن الخدعة و
الخيانة[3].
و
المعنى: لا تتخذوا أيمانكم وسيلة للغدر و الخيانة فتحلفون للطرف المقابل ليطمئن ثم
تخدعونه و تخونونه بنقضها.
و
على هذا فالحكم المستفاد من الآيتين الكريمتين إمّا حرمة نقض اليمين، كما هو الحال
في الآيات السابقة أو حرمة اتّخاذ اليمين وسيلة للخديعة مع إضمار النقض بعد ذلك.
و
الوارد في الآية الأولى: وَ لا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها
مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً، و هو إشارة إلى امرأة حمقاء من قريش
اسمها ريطة كانت تغزل ثم تأمر بنقض ما غزلته و كانت تسمى بخرقاء مكة[4].
و المعنى لا تكونوا كخرقاء قريش تؤكّدون اليمين و تعقدونها ثم تخونون فتنقضونها.