اسم الکتاب : دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الإيرواني، الشيخ محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 246
و بعد هذه
الأهمية للأنفال فليس من الغريب إذا ما سمعنا الحديث الشريف يقول: «الأنفال هو
النفل. و في سورة الأنفال جدع الأنف»[1].
و
قد جاءت روايات متعددة تذكر مصاديق متعددة للأنفال، كرواية حماد بن عيسى عن بعض
أصحابنا عن العبد الصالح عليه السّلام: «... و الأنفال كل أرض خربة قد باد أهلها،
و كل أرض لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب و لكن صالحوا صلحا و أعطوا بأيديهم على غير
قتال، و له رؤوس الجبال، و بطون الأودية، و الآجام، و كل أرض ميتة لا ربّ لها، و
له صوافي الملوك ما كان في أيديهم من غير وجه الغصب، لان الغصب كله مردود، و هو
وارث من لا وارث له ...»[2].
هذا
و قد ذكر الفقهاء مصاديق متعددة للأنفال نذكرها كما يلي:
1-
الاراضي التي تركها أهلها و رحلوا عنها- كأراضي يهود بني النضير- أو ماتوا و لم
يبق منهم أحد.
2-
الأراضي التي دفعها أصحابها إلى رئيس الحكومة الإسلامية من دون قتال، كما هو الحال
في فدك.
3-
أراضي الموات.
4-
سواحل البحار المعبّر عنها ب «سيف البحار».
5-
قمم الجبال.
6-
بطون الوديان.
7-
الغابات و الآجام.
[1] وسائل الشيعة 6: 373، الباب 2 من أبواب الأنفال،
الحديث 1.
و الجدع بمعنى القطع. قال في
الوافي 10: 302:« يعني في هذه السورة قطع أنف الجاحدين لحقوقنا و إرغامهم».
[2] وسائل الشيعة 6: 365، الباب 1 من أبواب الأنفال،
الحديث 4.
اسم الکتاب : دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الإيرواني، الشيخ محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 246