المثابة
هي المرجع، يقال: ثاب يثوب، بمعنى رجع يرجع[2].
و
الآية الكريمة تدل على ثلاثة أمور:
1-
ان البيت العتيق يزوره الناس زيارة بعد زيارة و لا ينقطع ذلك عنه إلى ان يرث اللّه
سبحانه الأرض و من عليها.
و
هذا إخبار عن مطلب تكويني و ليس عن حكم شرعي. و لعل النكتة في هذا الحادث التكويني
دعاء إبراهيم عليه السّلام، حيث طلب من اللّه سبحانه ان تكون تلك البقعة الطاهرة
مكانا تتلهّف إليه قلوب الملايين إلى يوم القيامة، طلب ذلك من اللّه سبحانه بقوله:
رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ
بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ
النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ
يَشْكُرُونَ[3].
2-
ان البيت قد جعل مكانا آمنا للجميع كما قال تعالى: وَ مَنْ
دَخَلَهُ كانَ آمِناً[4]. و
قد جعله سبحانه كذلك استجابة لدعوة إبراهيم عليه السّلام حينما قال: