2-
ان الحل يستمر إلى ان يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود، و هو ما يعبّر عنه
بالفجر.
و
قد وقع الكلام في ان المدار هل هو على التبيّن الفعلي أو على التبيّن التقديري؟
فعلى الأول يلزم التأخر في الليالي المقمرة إلى فترة حتى يتحقق التبيّن بشكل فعلي
و لكن على الثاني لا يلزم ذلك.
و
قد اختار الشيخ الهمداني[2] الاحتمال
الأول و وافقه على ذلك بعض الأعلام من المتأخرين.
و
المناسب هو الاحتمال الثاني لان التبيّن يلحظ عرفا بنحو الطريقية دون الموضوعية
فهو طريق لإثبات تحقق ذلك الوقت الواقعي. كيف و لو كان مأخوذا بنحو الموضوعية
فيلزم عدم تحقق الفجر في الليالي التي فيها غيوم أو ضوء قوي يمنع من رؤية التبيّن.
و
إذا قيل: ان التبيّن متحقق في حالة وجود الغيم و الضوء غايته لا يمكن رؤيته لوجود
الحائل بخلافه فيما إذا كانت الليلة مقمرة.
قلنا:
ان الامر في نور القمر كذلك فان تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود وليد موقع
الشمس و ليس وليد عدم نور القمر حتى يكون ثبوت نور القمر مانعا من أصل تحقق
التبيّن.
على
انه يلزم اختلاف الليلة الواحدة المقمرة في تحقق الفجر و عدمه فيها باختلاف كونها
ذات خسوف أو لا، فإذا لم يكن فيها خسوف يكون فجرها متأخرا، و لو كان فيها خسوف
يكون فجرها متقدّما، و الالتزام به صعب، فكيف