اسم الکتاب : دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الإيرواني، الشيخ محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 133
و التعوذ
مأخوذ من العوذ بمعنى اللجوء[1]. و المعنى
على هذا: ألجأ إلى اللّه سبحانه من وساوس الشيطان الرجيم.
و
قضية الاستعاذة باللّه من الشيطان قد أكّد عليها القرآن الكريم في مواضع متعددة.
قال تعالى: وَ إِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ
بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[2]،
وَ إِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ
هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ[3]،
وَ إِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَ ذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ[4]،
وَ قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ[5]،
إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ
فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ
هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[6].
و
هل التعوّذ واجب قبل قراءة القرآن أو مستحب؟ مقتضى ظاهر الآية الكريمة الوجوب- كما
هو المنسوب إلى الشيخ ابي علي نجل الشيخ الطوسي[7]-
إلّا انه لا بدّ من رفع اليد عنه و المصير إلى الاستحباب باعتبار ان المسألة عامة
البلوى فلو كان ذلك واجبا لاشتهر و ذاع لكن الأمر على العكس حيث ان المشهور بين
الفقهاء عدم الوجوب.
و
عليه فالمناسب- كما ذكر الفقهاء في باب مستحبات القراءة في الصلاة- استحباب
الاستعاذة قبل الشروع في قراءة الحمد للآية الكريمة