و قد جاء استعمال القيام بالمعنى الذي ذكرناه في آيات متعددة من قبيل:

وَ أَنْ تَقُومُوا لِلْيَتامى‌ بِالْقِسْطِ[1]، وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ[2]، وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ‌[3]، رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَّ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ‌[4].

القراءة

قوله تعالى: إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى‌ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَ نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ وَ طائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَ اللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى‌ وَ آخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَ آخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ‌[5].

استدل الفاضل المقداد بالآية الكريمة على وجوب القراءة في الصلاة حيث قال تعالى: فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ‌ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ‌. و تقريب الدلالة:

ان الفقرتين المذكورتين دلتا على ان قراءة شي‌ء من القرآن واجب، و حيث انه لا شي‌ء من القراءة في غير الصلاة بواجب فتكون النتيجة انحصار وجوب قراءة القرآن بحالة الصلاة، و هو المطلوب‌[6].

و فيه: ان تقييد القراءة بحالة الصلاة أمر لا قرينة عليه، و ذلك ليس بأولى من‌

[1] النساء: 127.

[2] الحديد: 25.

[3] الروم: 12.

[4] إبراهيم: 41.

[5] المزمل: 20.

[6] كنز العرفان 1: 118.