اسم الکتاب : دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الإيرواني، الشيخ محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 114
و قد وقع
الخلاف بين المفسرين في المقصود من الدلوك، فقيل: هو الزوال، و سمي بذلك لان
الناظر إلى الشمس يدلك عينيه لشدّة ضيائها. و قيل: هو الغروب لان الناظر يدلك
عينيه ليتبيّنها[1].
و
وقع الخلاف ثانيا في المقصود من الغسق، فقيل: هو الظلمة الصادقة من بدايتها و
أولها. و قيل: ليس هو مطلق الظلمة بل شدّتها و أوجها و ينحصر مصداقه بمنتصف الليل[2].
و
هذا الخلاف ليس بمهم بعد ما جاءت روايات أهل البيت عليهم السّلام مفسّرة للدلوك
بالزوال، و للغسق بمنتصف الليل، ففي حديث الحلبي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام:
«قوله تعالى: أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَ
قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً قال: دلوك
الشمس زوالها، و غسق الليل انتصافه، و قرآن الفجر ركعتا الفجر»[3].