[2] و تجدر الإشارة إلى نكتة جانبية، و هي انه يظهر من
خلال بعض الروايات ان مسألة تحديد أوقات الصلاة كانت تشريعا من قبل النبي صلّى
اللّه عليه و آله قد فوّض إليه ذلك و الآية الكريمة جاءت لإمضاء ذلك التشريع. و
يظهر أيضا من خلال الروايات ان هذه المسألة كانت- مطروحة بين أصحاب الأئمة عليهم
السّلام و محل خلاف بينهم، فقد روى زرارة في الخبر الصحيح:
« كنت قاعدا عند أبي عبد اللّه
عليه السّلام أنا و حمران بن أعين فقال له حمران: ما تقول فيما يقوله زرارة و قد
خالفته فيه؟ فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: ما هو؟ قال: يزعم أن مواقيت الصلاة
كانت مفوّضة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله هو الذي وضعها، فقال أبو عبد
اللّه عليه السّلام: فما تقول أنت؟ قلت: إن جبرئيل أتاه في اليوم الأول بالوقت
الأول و في اليوم الأخير بالوقت الأخير، ثم قال جبرئيل عليه السّلام: ما بينهما
وقت، فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: يا حمران ان زرارة يقول: ان جبرئيل انما
جاء مشيرا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و صدق زرارة، انما جعل اللّه ذلك
إلى محمد صلّى اللّه عليه و آله فوضعه و أشار جبرئيل عليه به». وسائل الشيعة 3:
100، الباب 7 من أبواب المواقيت، الحديث 2.
و الحديث يوحي بثبوت السلطة
التشريعية له صلّى اللّه عليه و آله و انه حدّد الأوقات بإشارة من جبرئيل عليه
السّلام.
اسم الکتاب : دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الإيرواني، الشيخ محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 113