فالآية الكريمة هي على هذا من آيات الأحكام باعتبار دلالتها على توجيه مسؤولية خاصّة إلى ربّ الأسرة تجاه الصلاة، و ذلك بحثّ أفراد أسرته عليها و من هنا سوف يأتي الحديث عنها ثانية تحت عنوان «مسؤولية ربّ الأسرة».

و هنا سؤال ينبغي التعرّض له، و هو هل يجوز أو يجب إيقاظ النائم لكي يصلي إذا لم يطلب هو ذلك قبل نومه؟

قد يجاب بعدم الوجوب بل بعدم الجواز باعتبار ان النائم لا تكليف عليه فإيقاظه من دون طلبه المسبق هو الذي يحتاج إلى دليل يدل على جوازه، فان الإيقاظ إزعاج للغير و تصرّف فيه و هو لا يجوز، إذ التصرّف في أموال الغير إذا لم يجز من دون إذنه فالتصرّف في نفسه من دون إذنه أولى بعدم الجواز.

هكذا قد يجاب.

و قد يستثنى من ذلك ربّ الأسرة تجاه أفراد أسرته باعتبار ان الآية الكريمة تطلب منه أمر أهله بالصلاة، و من مصاديق ذلك إيقاظهم من النوم إليها فيكون ذلك جائزا بل واجبا. هكذا قد يستفاد.

إلّا ان الأجدر تخصيص ذلك بما إذا كان الآمر مربيا على الصلاة، فان أفراد الأسرة قد يفترض انهم مصلّون و لكنّ النوم غلبهم صدفة في وقت خاصّ، و قد يفترض ان إقبالهم على الصلاة ضعيف و تحتاج تقويته إلى إيقاظ من النوم.

و لا يبعد اختصاص نظر الآية الكريمة بالحالة الثانية و عدم عمومها للحالة الأولى.

ثم ان الخطاب في الآية الكريمة بأمر الأهل بالصلاة و ان كان موجها إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله بخصوصه إلّا انه بقاعدة الأسوة المستفادة من قوله تعالى: لَقَدْ كانَ‌