و قد ذكر
الشيخ الصدوق في مقدمة كتابه سبب تأليفه الكتاب المذكور، و هو انه لما ساقه القضاء
إلى بلاد الغربة و نزل أرض بلخ من قصبة ايلاق[1]
وردها الشريف أبو عبد اللّه محمد بن الحسن المعروف بنعمة و طلب منه ان يصنف كتابا
في الفقه و الحلال و الحرام و يسميه بكتاب من لا يحضره الفقيه كما صنّف الطبيب
الرازي محمد بن زكريا كتابا فيى الطب باسم كتاب من لا يحضره الطبيب فاجاب ما سأله
و ألّف الكتاب المذكور[2].
و
قد طبع الكتاب المذكور في النجف الأشرف سنة 1376 ه في أربعة أجزاء بعد ان طبع ثلاث
مرات قبل ذلك احداها في لكنهو الهند و اخرى بتبريز و ثالثة بطهران.
و
الطبعة المتداولة اليوم هي تصوير عن طبعة النجف الأشرف.
و
الشيخ الجليل المذكور قد خدم المذهب بكتبه التي الّفها و التي تقرب من 200 مؤلفا.
و
من احد مؤلفاته كتاب مدينة العلم الذي يبلغ عشرة اجزاء. و هو أكبر من كتاب الفقيه
و لكنه مع الأسف لا أثر منه اليوم.
يقول
الشيخ البهائي في درايته: «و اصولنا الخمسة: الكافي و مدينة العلم
[1] و ايلاق هي المعروفة اليوم بجمهورية تركستان أو
تركمنستان.
[2] نلفت النظر إلى ان كلمة كتاب ينبغي ان تكون جزء من
الاسم، فاسم كتاب الفقيه ليس هو« من لا يحضره الفقيه» بل« كتاب من لا يحضره
الفقيه».