كتاب كاف
يجمع فيه من جميع فنون علم الدين ما يكتفي به المتعلم و يرجع إليه المسترشد و يأخذ
منه من يريد علم الدين و العمل بالآثار الصحيحة عن الصادقين عليهم السّلام ... و
قد يسّر اللّه و له الحمد تأليف ما سألت إلى ان قال: و وسعنا قليلا كتاب الحجة و
ان لم نكمله على استحقاقه ...».
ان
العبارة المذكورة تدل انه طلب منه تأليف كتاب يرجع إليه من يريد العمل بالاثار
الصحيحة. و قد اجاب قدّس سرّه الطلب المذكور و شهد بتحققه حيث قال:
و
قد يسّر اللّه تأليف ما سألت.
و
الظاهر ان المقدمة المذكورة قد كتبها الكليني بعد اتمام تأليفه للكافي حيث قال: و
قد يسّر اللّه تأليف ما سألت، و قال أيضا: و وسعنا قليلا كتاب الحجة.
و
معه فلا يحق لأحد احتمال ان الكليني و ان طلب منه تأليف كتاب يحتوي على الآثار
الصحيحة إلّا انه لا يعلم بانه قد وفى بما وعد فكثيرا ما يبني الشخص حين شروعه في
التأليف على شيء و في الاثناء يعدل عنه.
و
يرد ذلك: ان الكليني لم يقل لا اذكر فيه إلّا الآثار الصحيحة بل قال يحتوي على
الآثار الصحيحة و هذا لا ينافي احتوائه على غيرها.
على
ان الصحيح في مصطلح القدماء لا يعني خصوص الخبر الذي تكون رواته عدولا بل الخبر
الذي يجب العمل به و لو لاقترانه ببعض القرائن التي لو اطلعنا عليها فلربما لا
تورث لنا العلم.
أجل
لو كان الكليني يقول: و العمل باثار الثقات عن الصادقين لتم ما ذكر