1-
إذا كان الخبر صحيح السند فالمعروف حجيته بيد ان هناك تساؤلا معروفا و هو انه لو
كانت الشهرة الفتوائية بين الفقهاء على خلاف مضمون الخبر الصحيح فهل يسقطه ذلك عن
الحجية أو لا؟ المعروف سقوطه عن الاعتبار[1].
و
يمكن توجيه ذلك بان الطبقة المتقدمة من اعلامنا كالكليني و الصدوق و من شاكلهما
إذا اعرضوا عن رواية فذلك يكشف عن وجود خلل في بعض جهاتها و إلّا فلماذا اعرضوا
عنها.
و
لعل السيرة العقلائية تؤيد ذلك فانه لو اخبر الثقة بخبر و اعرضت الطبقة ذات الخبرة
عن مضمونه فالبقية تتوقف عن العمل به.
و
بالامكان ان يضاف إلى توجيه سقوط الخبر المعرض عنه عن الاعتبار بان أهم دليل على
حجية الخبر هو السيرة العقلائية، و حيث انها دليل لبي فيقتصر على القدر المتيقن
منها و هو خبر الثقة الذي لم تعرض عنه الطبقة المعاصرة له من ذوي الخبرة.
و
نستدرك لنقول: ان اعراض الاصحاب عن رواية انما يكون مسقطا لها عن الحجية بشرطين:-
أ-
ان يكون الأعراض ثابتا لدى قدماء الاصحاب المقارب عصرهم لعصر
[1] خلافا للسيد الخوئي حيث اختار عدم سقوطه عن الحجية
باعتبار ان الخبر إذا كان في نفسه حجة فلا وجه لرفع اليد عن حجيته بمجرد مخالفة
المشهور له. راجع مصباح الاصول ج 2 ص 203.