responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصوت وماهيته والفرق بين الضاد والظاء وما يلحق بذا اللفظ من الفوائد المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 62

أعضاء النطق كآلات الموسيقى وكلها مخرج لكل حرف حرف

إن مادة الكلام الكلمات المؤلفة من الحروف الهجائية، وتعدد الحروف الهجائية وامتيازها إنما يكون لاختلاف وضع آلات مخارجها التي مرّ ذكرها، وهذه الأعضاء التي هي آلات النطق كالآلات الموسيقية التي بمرور الهواء بين فرجها وانقساماتها والتوائها واعتدالها نسمع (لها) صوتا خاصا، فإنّ اللسان بارتفاعه إلى سقف الفم وانخفاضه وميله لإحدى الجهتين، واتصاله بالأسنان وبانطباق الشفاه وانفتاحها ومرور الهواء بنفحة من بين ذلك يحدث الصوت الخاص الذي نسميه بالحرف الكذائي كما عرفت ذلك. وكلّ واحد من تلك الأعضاء له دخل في تكوّن كل حرف من الحروف الهجائية، ولولا وضعه على تلك الكيفية الخاصة لما حصل الحرف الكذائي، فالجميع تتعاون وتتشارك في إيجاده؛ وحينئذ فمعنى أنَّ الحرف مخرجه كذا: أنّ العضو الكذائي يكون تبدل وضعه الطبيعي أظهر من باقي الأعضاء، وعند وصول تلك الاهتزازات المارّة من بين هذه المسالك المختلفة إلى الأذن نحس بالحرف الكذائي.

تنبيه:

ويختلف الصوت الحرفي باختلاف ما يجاوره من الحروف لما يحدث في مخرجه من اختلاف الوضع باختلافها، وقد لاح هذا الذي ذكرته لبعضهم من وراء حجاب فأشار الى شيء منه بما يدلّ على أنّ الصوت الحرفي يتخذ له صفة خاصة من مخارج بعض الحروف الأخر إذا جاورها، قال: وإحكام النطق بالحرف حالة الإفراد لا تنفع ما لم يحكم ذلك في حالة التركيب؛ لأنّه ينشا من التركيب ما لم يكن في حالة الإفراد بحسب ما يجاور الحرف من مجانس ومقارب وقويّ وضعيف ومفخّم ومرقّق، فيجذب القويُّ الضعيف، ويغلب المفخّم المرقّقَ، ويصعب على اللسان النطق بذلك حقّه إلا بالرياضة الشديدة. فمن أحكم صحة التلفظ حالة التركيب حصل على أعظم مرتبة في التجويد، وأنّ قوماً يبالغون في

اسم الکتاب : الصوت وماهيته والفرق بين الضاد والظاء وما يلحق بذا اللفظ من الفوائد المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست