responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصوت وماهيته والفرق بين الضاد والظاء وما يلحق بذا اللفظ من الفوائد المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 61

استنتاج أن الصوت غير موجود

علمت أنّ الأصوات تنشأ من اهتزاز الأجسام الصائتة، وانتقال تلك الاهتزازات بالأجسام الموصلة فلولا حاسة السمع وواعيته لم يكن عندنا في الوجود صوت ولذهبت تلك الموجات إلى أن تتلاشى من نفسها وتنعدم قوة اندفاعها.

أما إذا لاقت ولامست في سيرها أعضاء السمع وجهازه، واصطدمت بها شعرنا بالصوت، فحقيقة الصوت هي عبارة عن شعورنا بتلك التموجات والاهتزازات بما أودعه الله تعالى فينا من الإحساس السمعي، ولا سبيل لنا إلى معرفة تنوعات الأصوات واختلافاتها إلا الحاسة السمعية وهي الحكم الوحيد في ذلك لا غير، والمقاييس الفنية مهما بولغ في ضبطها واتقانها لا تفي بالمطلوب من هذه الوجه وإنْ ضبط بها عدد الاهتزازات والتذبذبات ضبطا متقنا.

ومن مرور تلك التموجات من بين فرج محصورة أو انقسامها على منافذ متعددة ودخولها من واسع لأوسع، ومن ضيق لأضيق وبالعكس وبعد وقرب في مبدأ التصويت تختلف الأصوات وتتشابه وتتحد، فإذا اتحدت جميع هذه الأمور اتحدت الأصوات وإلا اختلفت، والمميز الوحيد في الاتحاد والاختلاف هو الوعي السمعي، ولولا الإحساس السمعي لكان العالم كله صمت وسكوت فما نحسبه ما إن الصوت كما نسمعه أمر قائم في نفسه سمعناه أو لم نسمعه يحتم علينا البرهان العلمي إنكاره اشد الإنكار، فالصوت ليس بموجود بذلك المعنى والحس السمعي هو وحده الميزان في تمييز الأصوات واختلافاتها.

اسم الکتاب : الصوت وماهيته والفرق بين الضاد والظاء وما يلحق بذا اللفظ من الفوائد المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست