responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمامة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ عباس    الجزء : 1  صفحة : 40

المقدمة الثانية:

إن البقاء إلى يوم النفخ يحتاج إلى حافظ, ومع عدمه يضمحل شيئاً فشيئاً, إذ هو في معرض الزوال والاندراس, وتوفر الدواعي إلى اندراسه من وجود الكافر والمنافق وغيرهما, وليس ذلك إلاّ كالبناء الذي ليس له حافظ فإنه يسقط وإن بنيَ محكماً, ومع الحارس والمداومة على إصلاحه يبقى ويدوم, ثم لا فرق بين الدوام والحدوث, فكما أن الحدوث محتاج إلى بعث الرسول من جهة احتجاب النفوس البشرية وعدم لياقتها وقابليتها إلى استفادة الأحكام الإلهية بلا واسطة من مصدرها, فكذلك البقاء حذو النعل بالنعل يحتاج إلى مبين ومرجع وحافظ للأحكام, وهو الذي يطلق عليه الإمام, ولا بدّ من أن يكون معيناً ومشخصاً لتعرفه الأمّة فترجع إليه.

المقدمة الثالثة:

في أن العلم بذلك الحافظ المبين مختص بالله وبرسوله وليس للأمة في ذلك مسرح ولا نصيب لعدم إحاطة عقولهم بمعرفته, فيرجع تعيينه إلى الله وإلى رسوله, ويجب على الله ورسوله تعيينه كي لا تضيّع الأمّة الطريق فتقع في الضلالة, فإن كان موجوداُ بين الناس أشارا إليه وعيناه, وإن لم يكن موجوداً لزم[1] على الله تعالى إيجاده, وعليهما إرشاد الناس إليه لكي يبين الأحكام ويحفظ النظام, ويقوم بأمور الدنيا والدين.

المقدمة الرابعة:

إنه يلزم أن يكون ذلك الشخص المعيّن خالياً عن المفسدة, وصلاحيته للاستخلاف معلومة بين الأمّة.

المقدمة الخامسة:

إنه بعد أن اتضح لزوم تعيين الإمام على الله ورسوله 5, وإن في ذلك


[1] بناءً على قاعدة اللطف.

اسم الکتاب : الإمامة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ عباس    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست