اسم الکتاب : هدى المتقين الي شريعة سيد المرسلين المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي الجزء : 1 صفحة : 74
و منها الاستعاذة قبل القراءة فيقول (أعوذ بالله من الشيطان
الرجيم) بل الاحوط عدم تركها قبلها و نقل عن بعض علمائنا وجوبها و لو أضاف إلى ذلك
(رب أعوذ بك من همزات الشياطين و أعوذ بك رب أن يحضرون) فلا بأس و ليدع عند أخذه
القرآن للقراءة و بعد فراغه منها بالمأثور و إذا مرّ بيا أيها الناس و يا أيها
الذين آمنوا قال لبيك ربنا و كذلك يقول ما ورد عند قراءة غيرها من الآيات و يقول
بعد فراغه من الإخلاص كذلك الله ربي و لختم القرآن دعوات مشهورة و اكملها ما في
الصحيفة السجادية.
و منها تحسين القراءة فإن لكل شيء حلية و حلية القرآن الصوت الحسن و
عنه صلّى الله عليه و آله و سلّم انه قال اقرءوا القرآن بالحان العرب و أصواتها و
إياكم و لحون أهل الفسق و الكبائر فانه سيجيء بعدي أقوام يرجّعون القرآن ترجيع
الغناء و النوح و الرهبانية لا يجوز تراقيهم قلوبهم مقلوبة و قلوب من يعجبه شأنهم
و يروى مفتونة.
و منها استحباب الحزن عند القراءة بالبكاء و التباكي و الكابة لقوله
عليه السلام ان القرآن نزل بالحزن فاقرءوه بالحزن و عن حفص بن غياث ان قراءة موسى
بن جعفر عليهما السلام كانت حزناً.
و منها إسرار القراءة و يدل على استحبابه ما روي عنه صلّى الله عليه
و آله و سلّم انه قال فضل قراءة السر على قراءة العلانية كفضل صدقة السر على صدقة
العلانية و في رواية أخرى الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة و المسرّ به بالصدقة و
في الخبر العام يفضل عمل السر على عمل العلانية سبعين ضعفاً و لا ينافي ذلك ما روي
عنه صلّى الله عليه و آله و سلّم من انه سمع جماعة من أصحابه يجهرون في صلاة الليل
فصوّب ذلك و انه قال إذا قام أحدكم من الليل يصلي فليجهر بقراءته فإن الملائكة و
عمّار الدار يستمعون إلى قراءته و يصلون بصلاته مما يدل على استحباب الجهر لأن
المراد بالجهر ما قابل الاخفات و بقراءة السر ما قابل العلانية كما إن المراد
بالجاهر بالقرآن المتجاهر به المتظاهر بقراءته و إن اخفت في القراءة و الحاصل ان
المراد بالإسرار التكتم بالعبادة و عدم التجاهر بها بين الناس في المجتمعات و
المحافل و لا دخل للأخبار هنا بكيفية القراءة جهراً و اخفاتاً بل لا يبعد أن
اسم الکتاب : هدى المتقين الي شريعة سيد المرسلين المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي الجزء : 1 صفحة : 74