اسم الکتاب : هدى المتقين الي شريعة سيد المرسلين المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي الجزء : 1 صفحة : 51
الأعمال و العبادات لأنها إن قبلت قبل ما سواها و إن ردّت ردّ
ما سواها و شرط قبولها إقبال القلب عليها فإذا لم يقبل عليها لم تقبل و إذا لم
تقبل لم تقبل بقية الأعمال و لم يترتب عليها اجر و لا ثواب و إن أسقطت عن المكلف
الإثم و العقاب تفضّل المولى جلت آلاؤه على عباده لما علم أن أكثرهم ممن لا يحصل
له الإقبال و لا يخلو فكره من الاشتغال بالأشغال و من حديث النفس و خواطر البال
فجعل لهم النوافل سبباً لقبول الفرائض و تمامها كما ورد عن زين العابدين عليه
السلام لما قال لأبي حمزة الثمالي: إن العبد لا تقبل منه صلاة إلا ما اقبل فيها و
قال له أبو حمزة: جعلت فداك هلكنا قال عليه السلام: كلا إن الله يتم ذلك بالنوافل.
و هل الإقبال شرط في قبول النوافل كالفرائض أم لا؟ توقف في ذلك بعض الفقهاء و جزم
بالعدم بعض آخر و هو الأليق بسعة رحمته و الأوفق بتفضله و لطفه. و من شرائط القبول
التقوى كما هو مقتضى قوله تعالى (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ
الْمُتَّقِينَ) و التقوى على ما في البال من مضمون الخبر أن يجدك الله حيث أمرك و
يفقدك حيث نهاك. و من شرائط القبول المحافظة على الصلوات و عدم تضيعها و التهاون
بها.
و أما موانع القبول فمنها العُجب الذي هو أحد المهلكات الثلاث بل عن
بعض بطلان الصلاة بالعجب المقارن. و منها الحسد و الكبر و الغيبة و أكل الحرام و
شرب المسكر و اباق العبد و نشوز الزوجة و حبس الزكاة و منع الحقوق الواجبة مع
التمكن من أدائها و غير ذلك من فعل المحرمات و ترك الواجبات بل بمقتضى الآية
الشريفة انحصار القبول بصلاة المتقين و مقتضى جملة أخبار مستفيضة رواها الفريقان
أنه لا بد مع ذلك من حصول الإقبال عليها و انه بمنزلة الروح للعبادة فإذا خلت منه
كانت جسداً بلا روح.
و أما شرائط الكمال
فاعلم انه كما يكون للصلاة صحة و فساد و قبول و أجزاء يكون لها نقص و
كمال أي أسباب توجب نقص الأجر و زيادته أما ما يوجب نقصان الصلاة فالعبث بالرأس و
اللحية و التثاؤب و التمطي و فرقعة الأصابع و افتراش
اسم الکتاب : هدى المتقين الي شريعة سيد المرسلين المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي الجزء : 1 صفحة : 51