اسم الکتاب : هدى المتقين الي شريعة سيد المرسلين المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي الجزء : 1 صفحة : 39
القسم الثالث الصلاة الواجبة لسبب من الأسباب
و هي أمور يجمعها أمران: (أحدهما) الفوات الموجب للقضاء على النفس أو
التحمل عن الغير (أما الأول) فيجب القضاء و هو فعل مثل الفائت على من فاتته الصلاة
مع بلوغه و عقله و إسلامه و خلوّه إن كان امرأة من الحيض و النفاس عمداً أو سهواً
للنوم أو لغيره كالمسكر و المرقد مع قصد الاسكار و الرقاد و الاختيار و عدم الحاجة
فانه يجب على السكران و شارب المرقد القضاء عند زوال العذر و أما عادم المطهر
مطلقاً فيجب عليه القضاء على الاحوط إن لم يكن أقوى و كذا من استوعب إغماؤه أو
سكره الوقت على الاحوط فلا قضاء على المجنون و المغمى عليه و الحائض و النفساء و
الكافر الأصلي مع استيعاب أوصافهم تمام الوقت فلو لم يستوعب بان حصل من الوقت ما
يسع الطهارة و الصلاة بتمامها و لم يصل وجب القضاء و إن كان مقدار ما يسع الطهارة
و ركعة من آخره و ليس للقضاء وقت فيقضى ما فات نهاراً ليلًا و بالعكس نعم تجب فيه
مراعاة العدد تماماً و قصراً و مراعاة الترتيب بين الفوائت مطلقاً على الاحوط
فيبدأ بقضاء ما فات أولًا فأولًا فيبدأ بالعشاء و ينتهي بصلاة الصبح لو فاتته خمس
فرائض من خمسة أيام و كان أول الفوائت العشاء و الثانية المغرب و هكذا و كذا يراعى
الترتيب بين الفائتة القضائية و الحاضرة الأدائية إلا أن يتضيق وقت الحاضرة أو
ينسى الفائتة و لم يتذكرها إلا بعد الفراغ من الحاضرة أو في أثنائها بعد فوات
إمكان العدول و إلا عدل إليها و أتى بالحاضرة بعد الفراغ منها و الأقرب سقوطه مع
جهله و تعسر التكرار المحصل له في ضمن الفرائض المكررة و عدم لزومه في الثنائية و
أما هيئة الفائتة و كيفيتها الاختيارية و الاضطرارية فلا تجب مراعاتهما بل العبرة
بوقت الفعل أداءً و قضاءً فإذا فاتته و هو قادر على تمام الأفعال و أراد قضاءها و
هو على حال لا يتمكن معه من تمام الأفعال جاز له القضاء على تلك الحالة و لم يجب
عليه تأخيرها إلى زوال العذر و لا إعادتها بعده و كذا يصح القضاء من فاقد الشرائط
و إن كان واجداً لها حين الأداء إلا من فاقد الطهارة و إن لم يكن واجداً لها كذلك
و قلنا بالوجوب على فاقد الطهورين فإن الواجب عليه التأخير إلى أن يتمكن من
الطهارة و لو الترابية لأن الطهارة شرط مطلقاً.
اسم الکتاب : هدى المتقين الي شريعة سيد المرسلين المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي الجزء : 1 صفحة : 39