اسم الکتاب : هدى المتقين الي شريعة سيد المرسلين المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي الجزء : 1 صفحة : 177
أو الإبراء من مال الكتابة فينعتق أو بالعجز في المشروطة و يلزم
ما يشترطه المولى في العقد إذا لم يخالف المشروع و يحرم وطئ المكاتبة على مولاها
فإن فعل وجب عليه مهر أمثالها و لو كانت مطلقة حدّ بمقدار ما تتحرر منها و لا
ينعتق من المشروط شيء حتى يؤدي تمام ما عليه و ينعتق من المطلق بالنسبة و الله
العالم.
خاتمة
الدين الإسلامي بما شرعه و ندب إليه و رغّب فيه من أقسام التحرير و
أسباب الخلوص من الرقية و بما اوجبه من العتق في الكفارات و الانعتاق القهري في
جملة من المقامات و بما ضيقه من دائرة حصول الرقية و تقليل اسبابها و موجباتها و
كراهة بعض أقسامها قد أوهن مسألة الاسترقاق و استعباد البشر بعضهم بعضا بل كادت
بذلك أن تعفو آثارها مضافاً إلى ما اعلن به هذا الدين الشريف من انه ليس لأحد بعد
الله تعالى سلطان على أحد و إن الناس في العبودية لله شرع سواء و إن حالهم واحد في
صفة العبودية و الرقية إلا من منحه المالك الحقيقي جلت آلاؤه سلطنة خاصة أو عامة و
قد ظهرت هذه الشريعة الإسلامية و الأمم و الملل و أهل الديانات كلها ترى ان الرقية
و الاستعباد من الأمور المشروعة و العادات المألوفة فسعت في كسر صورتها و اضعاف
أمرها إلى الغاية الممكنة و الحد الذي لا تسع الأحوال التجاوز عنه و من الجلي
الواضح لدى الخبير ان أمر الرقية ليس مما ابتدعته هذه الشريعة المطهرة المحمدية بل
كان امراً ثابتاً مقرراً في العالم قبل ان تشرق أنوارها بأزمان كثيرة و أعصار
متمادية فليس بعد هذا مجال لمن خرج عن ملتنا ودان بغير ديننا ان يصم هذه الشريعة
الغراء بما هي منزهة عنه من التوحش و الجفاء و الله حسبنا و نعم الوكيل.
اسم الکتاب : هدى المتقين الي شريعة سيد المرسلين المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي الجزء : 1 صفحة : 177