responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهج الهدى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 32

الدليل الثالث على إمامتهم‌

هو ظهور المعجزات الباهرة والآيات البينة على يد كل واحد منهم مع دعواه الإمامة وقد ذكر معجزاتهم المخالف والموافق وإن شئت معرفتها على سبيل التفصيل فراجع كتاب مدينة المعاجز[1] وكتاب الخرائج والجرائح للراوندي‌[2] وغيرها وأما دعواهم الإمامة فقد نقل ذلك عنهم على سبيل التواتر فراجع كتب الأخبار تجدها شاهدة على ذلك.

المسألة الثامنة في غيبة إمام العصر

أن إمام هذا العصر هو محمد بن الحسن وإن كان غائباً عن أبصارنا ولم تره أعيننا ويدلك على إمامته ما تقدم في المسألة السابقة ويرشدك إلى بقائه وعدم موته إضافة إلى ما تقدم ما عرفته سابقاً من أنه لابد وأن يكون في كل عصر إمام كما يشهد بذلك قوله تعالى [يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ‌][3] وقوله تعالى [وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ][4]. وقد روى البخاري وغيره من مشاهير علماء أهل السنة أن رسول الله (ص) قال (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) وفي نهج البلاغة (اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجته إما ظاهر مشهور وإما خائف مغمور لئلا تبطل حجج الله وبيناته)[5] فإذا عرفت هذا وتبين لك مما تقدم أن الأئمة بعد رسول الله (ص) أثنى عشر وأن محمد بن الحسن هو الثاني عشر ظهر لك وتجلى لديك أنه حي باقي في هذه العصور وإلّا لزم إما زيادة الأئمة على العدد المذكور لو كان قد مات ولم يكن غيره إماماً[6]. و أما خلو هذه الأزمنة عن الإمام:

فائدة مهمة

هي أنه كانت ولادته عجل الله فرجه في سنة مائتين وخمسة وخمسين هجرية ليلة الجمعة المصادفة لليلة نصف من شعبان‌[7] وكان عمره عند وفاة أبيه (ع) خمس سنين وآتاه الله الحكمة كما أتى الحكمة ليحيا صبيا وجعله الله إماماً في السنة الخامسة من عمره بعد وفاة أبيه (ع) كما جعل عيسى بن مريم وهو في المهد نبياً وله عجل الله فرجه غيبتان (الأولى) وتسمى بالغيبة الصغرى وابتدائها من وقت مولده وانتهائها في سنة ثلثمائة وتسع وعشرين فتكون‌


[1] المعاجز للسيد هاشم البحراني مطبوع

[2] الخرائج والجرائح للراوندي مطبوع

[3] سورة الاسراء آية( 71)

[4][ إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ] سورة الرعد آية( 7)

[5] نهج البلاغة ج 18 باب 134 ص 347

[6] إن قلت ما السبب في إستتاره قلنا يمكن أن يكون سبب إستتاره مصلحة لا تدركه عقولنا وإنما غاية ما تدركه أن في إستتاره مصلحة حسنة لما تقدم من عدم صدور القبيح من الله على أنه يمكن أن يكون السبب هو خوفه من الأعداء إن قلت فهلا إستتر آبائه أيضاً لكثرة أعدائهم ومخافتهم من أمراء عصورهم قلنا عجل الله فرجه خوفه أزيد وأعظم لما تواتر عن رسول الله في حقه أنه يملك لأرض شرقاً وغرباً ويملئها قسطاً وعدلًا ولا يقال ما فائدة وجوده مع غيبته لأنا نقول أولًا يمكن أن تكون المصلحة في ذلك كالمصلحة في وجود عيسى أمر لا ندركه بعقولنا القاصرة وثانياً أنه قد روي بطرق متعددة أن جابر سأل النبي فقال يا رسول الله هل تنتفع الشيعة بغيبة المهدي فقال أي والذي بعثني بالحق أنهم ينتفعون به ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن جللها السحاب

[7] كما عن الأنوار البهية في تواريخ الحجج الالهية الشيخ عباس القمي ص 302 مؤسسة منشورات ديني مشهد مقدمة الشيخ كاظم الخراساني.

اسم الکتاب : نهج الهدى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست