responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهج الهدى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 17

(الأول) أن الناس بعد النبي لا يمكنهم حفظ جميع الأحكام ولا استفادتها من القرآن إذ فيه مجمل لا يعرف تفصيله وعام لا يدرى مخصصه ومنسوخ لا يميز ناسخه وعليه فيجب أن ينصب شخص حافظ للتكاليف التي جاء بها النبي المرسل بحيث لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلّا أحاط بها علماً ومعرفةً كي يرجع إليه عند اشتباه الأمر وعدم معرفة الحكم.

(الثاني) أنه لما كان الإنسان محتاجاً إلى غيره في شؤون حياته فهو دائماً طالب للانضمام إلى أبناء جنسه وذلك مستتبع للنزاع والفساد لتباين طباعهم وتفاوت عقولهم واختلاف شهواتهم فالقوي منهم يحاول أن يأكل حق الضعيف والضعيف يجب أن يحتال على القوي وحيث كان النبي يردعهم عن ذلك ويمنعهم عما يخل باجتماعهم ويرشدهم لما فيه صلاحهم فلا بد أن يكون بعد النبي من يقوم مقامه في القيام بشؤونهم الاصلاحية والعمرانية ويدير حالتهم من الوجهة الدينية والدنيوية وإلّا لوقعوا في هرج ومرج وسغب وشغب وأخذ الظالم يعمل بظلمه والقوي يفتك بقوته وعند ذاك يؤل العالم البشري إلى الخراب والفساد ولا بأس بنقل مناظرة هشام بن الحكم‌[1] مع الشامي على سبيل الاختصار: قال هشام للشامي يا هذا أربك أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم فقال الشامي بل ربي أنظر لخلقه فقال هشام ماذا فعل بنظره لهم فقال الشامي أقام لهم حجةً ودليلًا لكي لا يتشتتوا أو يختلفوا قال هشام فمن هو


[1] هشام بن الحكم أبو محمد الكوفي توفي سنة 179 ه. راجع خلاصة الأقوال للعلامة الحلي ص 178.

اسم الکتاب : نهج الهدى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست