responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهج الهدى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 11

التاسعة: اللطف: هو ما يتوقف عليه إطاعة العبد المكلف كارسال الرسل وإقامة الحجج والوعد بالثواب والوعيد بالعقاب‌[1] وهو واجب على الله عز وجل بمقتضى حكمته وتدبيره حيث أن إطاعة العبد أمر مطلوب له تعالى ولذا وعد بالثواب على فعلها وتوعد بالعقاب على تركها وهي كما عرفت متوقفة على اللطف ومن المعلوم البين أن كل شي‌ء توقف عليه مطلوب الله وغرضه كانت حكمته تقتضي إيجاده وصنعه فيكون اللطف من الامور التي تقتضي الحكمة تكوينه وفعله ثم اعلم أن اللطف (تارة) يكون فعلًا من أفعال الله تعالى كإرسال الرسل وخلق المعجزات لهم وحينئذ فيجب على الله فعله كما عرفت (وتارة) يكون اللطف فعلًا من أفعال العبد مع كون إطاعة ذلك العبد موقوفة عليه كالمتابعة للرسل الالهية والنظر فيما لهم من البراهين القطعية وعنده فيجب على الله بمقتضى حكمته أن يعرف العبد ذلك الفعل ويشعره به ويوجبه عليه (وتارة) يكون اللطف فعلًا من أفعال العبد مع كون إطاعة غيره موقوفة عليه كتبليغ الرسالة الالهية وأداء الشريعة الربانية وإذ ذاك يجب عليه تعالى أن يبين هذا الفعل لذلك العبد ويلزمه به ويعوضه عنه إذ تكليف شخص لمصلحة غيره بلا عوض ولا فائدة ترجع إلى ذلك الشخص خلاف العدل تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا.

العاشرة: أن الآلام الصادرة من الله تعالى كالأمراض والأسقام وإتلاف الزرع وموت بعض الأولاد وغير ذلك حسنة كلها إما لاقتضائها نفع المتألم ومصلحته أو جزاء لمعصيته أو لطفاً لطاعته أو لطاعة غيره ولا بد في هذه الصورة الأخيرة من تعويضه بما يرتضيه لألمه وتأذيه وإلّا لكان مظلوماً وحاشا الله أن يظلمه فلا تضجر من إيلامه ولا تجزع من أسقامه فأنه الرؤوف بعباده والرحيم لمخلوقاته فتبارك الله رب العالمين.


[1] وبهذا التفسير للطف تعرف أن العقل والقدرة على الفعل ليسا بلطف لأنهما لا يكون العبد مكلفاً بدونهما وكذا تعرف منه أن اضطرار الشخص وإلجاءه لفعل الواجب وترك المحرم لا يسمى لطفاً لانه مع الاضطرار والإلجاء لا تكون هناك إطاعة حيث أن الإطاعة إنما تكون مع القدرة على العمل وعدمه والتمكن من الفعل وتركه.

اسم الکتاب : نهج الهدى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست