responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهج الهدى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 10

فيما بينهم لا يحصل إلّا بأجتماعهم وانضمام بعضهم إلى بعض وحيث أن اجتماعهم موجب لتنازعهم ووقوع الفتن بينهم لتباين شهواتهم وتغاير أمزجتهم واختلاف قواهم مضافاً إلى أنهم لا يدركون ما ينفعهم وما يضرهم وما يحسن لهم وما يقبح منهم لقصور عقولهم وقلة إدراكاتهم فيجب على الله عز وجل بمقتضى حكمته وتدبيره أن يضع لهم سنةً عادلةً وقانوناً صحيحاً يهديهم به لمصلحتهم العامة والخاصة بأن يكون مشتملًا على أوامر يأمرهم بها على ارتكاب ما يصلح به نفوسهم ويحفظ حياتهم ويضمن معاشهم ومحتوياً على نواهٍ ينهاهم بها عما يضر نفوسهم ويهدد كيانهم ويعرقل أشغالهم فانه تعالى لو لم يضع للإنسان تلك التكاليف ويوعده بالعقاب على مخالفتها والثواب على اطاعتها لكان معيناً له على ارتكاب القبيح ومغرياً له على ترك الحسن حيث أن الإنسان إذا بلغ رشده وأكمل الله تعالى عقله وجعل فيه شهوات تدعوه إلى ارتكاب القبائح والرذائل وتمنعه عن إتيان المصالح والمحاسن فلو لم يجعل له تلك التكاليف الموجبة لسعادته الدنيوية والأخروية لكان معيناً له على ارتكاب المفاسد وترك المحاسن والتعرض للمهالك وذلك قبيح منه تعالى وقد قلنا أنه عز وجل لا يرتكب القبيح فكان من الواجب عليه تعالى بمقتضى عدله وحكمته أن يضع تكاليف للعباد ترشدهم للصلاح وتمنعهم عن الفساد.

الثامنة: أن ما وعد الله به من الثواب واقع لا محالة لأن خلف الوعد قبيح والقبيح لا يصدر منه تعالى.

اسم الکتاب : نهج الهدى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست