responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نقد الآراء المنطقية و حل مشكلاتها المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 91

أو (من حيث هي) لبيان أطلاق الماهية وعدم تقيدها بشي‌ء أصلًا حتى بالاطلاق وعدم التقيد. إن قلت: انَّ الماهية بما هي نفسها طبيعة من الطبائع أي حقيقة من الحقائق لا انَّها منسوبة للطبيعة حتى يطلق عليها الكلي الطبيعي وإنما المنسوبة للطبيعة هي الصورة الحاصلة في العقل للماهية فهي الطبيعي كما انَّ المتصف بالكلية هي نفس الصورة العقلية لا الماهية بما هي. قلنا: انَّ اطلاق الكلي عليها مجرد اصطلاح وينسب للطبيعة لتمييزه عن المنطقي والعقلي نظير أن يقال: العين البصرية والنبعية مضافاً الى انَّ التحقيق انَّ الصورة الذهنية ليست كلية وإنما الكلي هو الماهية الحاصلة في الذهن التي هي معروضة للتشخص الذهني فصورة الانسان في الذهن من حيث تشخصها في الذهن ليس بكلي لأنه صورة جزئية وإنما نفس مفهوم الانسان مع قطع النظر عن تشخصه الذهني هو الكلي ومشتركاً بين كثيرين.

وجود الكلي المنطقي‌

(قالوا: إن الكلي المنطقي غير موجود في الخارج لأن الكلية إنما تعرض للمفهومات في العقل) ويرد عليهم أربعة إيرادات:

أولًا: إن هذا المبحث خارج عن فن المنطق لأنه إنما يبحث فيه عن المعلومات من حيث الايصال للمجهولات ووجود الكلي وعدمه لادخل له بالايصال اصلًا. إلا اللهم أن يقال: انَّ هذا بحث عن وجود الموضوع لأن الكلية من المعقولات الثانية التي هي موضوع علم المنطق عندهم فيكون هذا البحث من المبادي التصديقية لهذا الفن.

وثانياً: إن الكلي المنطقي موجود في الخارج وإلا لم يكن فرق بين وجوده وعدمه مع انَّا نرى بعض الاشياء تتصف بالكلية وبعضها تسلب عنها فيقال: الانسان كلي، وزيد ليس بكلي. وقد ذهب أغا حسين الخونساري الى انَّ الكلية من لوازم الماهية.- وجوابه- إن هذا منقوض بسائر الأمور الانتزاعية فانَّها غير موجودة في الخارج ولازم ذلك عدم الفرق بين وجودها وعدمها وحله: انَّ الكلية و أمثالها من الأمور الانتزاعية يكون وجودها منشأ انتزاعها ومعنى نفي وجودها عن الخارج هو نفي تأصلها ووجودها بنفسها لا نفي وجودها مع وجود منشأ انتزاعها.

وثالثاً: إن الكلية من المعاني الاضافية لأنها نسبة بين المفهوم و افراده نظير الابوة و البنوة و المعاني الاضافية موجودة في الخارج لأن الاضافة من المقولات العشر فالكلي المنطقي موجود في الخارج.- وجوابه- إن الكلية من المعقولات الثانية نظير الجنسية و الفصلية فلا يعقل أن تكون من الأمور الخارجية. مضافاً الى ما قيل من أن الكلية لو عرضت في الخارج لشي‌ء فذلك الشي‌ء إما مبهم او معيّن و الأول باطل فانَّ المبهم لا يعقل وجوده في الخارج لأن الوجود ملازم للتعين و الثاني باطل لأن التعين من لوازمه التشخص المنافي للكلية.

ورابعاً: إن الكلي يكون كلياً طبيعياً لأنه معروض للكلية ومن افراد الكلي ومصاديقه وسيجي‌ء إن شاء الله انَّ الكلي الطبيعي موجود في الخارج فتكون الكلية موجودة في الخارج.- وجوابه- إنه سيجي‌ء إن شاء الله انَّ الكلي الطبيعي الذي قالوا بوجوده في الخارج هو الذي يكون له فرد موجود في الخارج و أما مثل الفوق و التحت والعنقاء وغير ذلك مما ليس له فرد في الخارج فلم يقل أحد بوجوده في الخارج و الكلية ليس لها فرد في الخارج إذ مثل كلية الانسان وكلية الفرس وكلية الشجر ليست موجودة في الخارج نظير فوقية السطح وفوقية السماء.

اسم الکتاب : نقد الآراء المنطقية و حل مشكلاتها المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست