responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نقد الآراء المنطقية و حل مشكلاتها المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 38

التوقف بمعنى الترتب عليه كانت هذه العلوم حال حصولها من النظر نظرية لأنها ترتبت على النظر وحال حصولها بالبداهة بديهية لأنها لم تترتب على نظر.

رابعاً: إن هذا التعريف يخرج منه العلم البديهي المتوقف على العلم النظري إذ يصدق على هذا العلم البديهي أنه محتاج إلى النظر بواسطة توقفه على العلم النظري كالعلم بأن النفوس حادثة الموقوف على إثبات إمكانها فإن إمكانها يحتاج إلى برهان لكنه إذا ثبت إمكانها علم بالبداهة حدوثها لأن الحادث ما احتاج في وجوده إلى الغير. وجوابه- منحصر بأحد أمرين إما الالتزام بأنه نظري أو الالتزام بأن المتبادر من التعريف هو توقف الحصول على النظر في حد ذاته وهنا الحصول قد توقف عليه بالواسطة.

خامساً: إن العلم قد يكون بديهياً بالنسبة إلى شخص ونظرياً بالنسبة إلى آخر كحدوث العالم فقد دخل في تعريف البديهي ما هو نظري وبالعكس.- وجوابه- إن البداهة والنظرية من الأمور الاعتبارية فهي تختلف باختلاف الاعتبارات والإضافات وقد تقرر في محله أن قيد الحيثية معتبر في تعريف الأمور الاعتبارية وإن لم يذكر فيه. كيف والعلوم الكسبية كلها تحصل لصاحب القوة القدسية بلا نظر فيصدق عليها التعريف للبديهي وحينئذ فلا يبقى شي‌ء من العلوم نظرياً لو تم ذلك.

وسادساً: إن البديهي كما ذكره المنطقيون في مواد الأقيسة هو العلم الأولي كالكل أعظم من الجزء وقد عرفوه بما يكفي تصور طرفيه مع النسبة الجزم به فكيف يعرف بالتعريف المذكور.- وجوابه- إن البديهي في صدر كتبهم يطلق على ما رادف الضروري بخلاف إطلاقه هناك فإنه يخص بخصوص العلوم الأولية.

وسابعاً: إن التصديق البديهي قد يحتاج إلى النظر فيما إذا كانت أطرافه نظرية فيكون تعريف البديهي غير شامل له.- وجوابه- إن التصديق المذكور عند من قال بتركبه ليس ببديهي لأن أجزاءه قد توقفت على النظر وإذا توقف الجزء على شي‌ء فقد توقف الكل عليه وأما عند من قال ببساطة التصديق فالتصديق المذكور لم يتوقف على النظر بذاته بل بواسطة شروطه. وقد عرفت أن التوقف بالواسطة على النظر لا يشمله تعريف البديهي.

تعريف النظري‌

(عرفوا النظري بالعلم الذي يتوقف حصوله على نظر وكسب). ويرد عليهم إيرادات خمسة.

أولًا: إن التصورات والتصديقات لا يتوقف حصولها على النظر والكسب لأن صاحب القوة القدسية تكون الأشياء كلها بديهية عنده وكل إنسان يمكنه أن يحصل القوة القدسية بالمجاهدة النفسانية والرياضة القلبية فإذن كل إنسان لا تتوقف تصوراته وتصديقاته على النظر لأنه يمكنه أن يحصلها بالقوة القدسية وهي ممكنة له.- وجوابه- ما عرفته منا من أن المراد بالتوقف هو الترتب لا امتناع الحصول إلا به وهذا المعنى متعارف إرادته من التوقف فإنه يقال: هذا المعلول متوقف على هذه العلة مع أنه له علة أخرى تقوم مقامها.

وثانياً وثالثاً ورابعاً وخامساً بما ورد على تعريف البديهي ثانياً ورابعاً وخامساً وسابعاً فراجعها.

اسم الکتاب : نقد الآراء المنطقية و حل مشكلاتها المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست