responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نقد الآراء المنطقية و حل مشكلاتها المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 37

وثانياً: إن هذا التقسيم غير حاصر لعدم شموله للعلم الحضوري إذ العلم الحضوري ليس بنظري كما هو واضح حيث لا يحتاج إلى كسب ولا بديهي لأن البديهي عبارة عن العلم الذي لا يحتاج إلى كسب ومن شأنه أن يكسب وبعبارة أخرى هما عدم وملكة لا سلب وإيجاب وإلا لاتصف بالبداهة كل شي‌ء.- وجوابه- ما عرفته سابقاً في الجواب عن الإشكال السادس على تعريف العلم فراجعه.

وثالثاً: إن كلًا من التصور والتصديق مفهومه قد جعل مورداً للقسمة وكل مفهوم إما بديهي أو نظري ينتج أن كلًا من التصور والتصديق إما بديهي أو نظري وإذا كان بديهياً فلا يصح تقسيمه إلى النظري وإذا كان نظرياً فلا يصح تقسيمه إلى البديهي ونظير هذه الشبهة قد تقدم في تقسيم العلم وقد ذكرناها في المغالطات في المغالطة الرابعة والعشرين فراجع الجواب عنها.

ورابعاً: إن تصور واجب الوجود بكنهه ليس ببديهي كما هو واضح ولا نظري لأن النظري ما يمكن حصوله بالنظر والكسب وكنه الواجب يمتنع تصوره كما تقرر في الحكمة فلم ينحصر أقسام التصور بالبديهي والنظري بل هناك قسماً ثالث ليس ببديهي ولا نظري كالعلم بكنهه جل اسمه.- وجوابه- مضافاً إلى أن النظري هو ما احتيج في كسبه إلى النظر لا ما أمكن حصوله به أن التصور لكنهه تعالى لم يكن ممكناً حتى يتصف بالبداهة والنظرية فعدم الاتصاف لعدم الموضوع لا أن هناك علماً بذاته تعالى موجوداً عندنا لم يتصف بالبداهة والنظرية نعم نفس الواجب جل اسمه عالم بذاته وهو علم حضوري وقد عرفت أنه متصف بالبداهة.

تعريف البديهي‌

(عرفوا البديهي بالعلم الذي لا يتوقف حصوله في الذهن على نظر وكسب) ويرد عليهم إيرادات سبعة:

أولًا: إن تعريف البديهي يقتضي أن البديهي نظري لأنه لو لم يكن نظرياً لما احتاج إلى تعريف حيث أن التصورات النظرية هي التي تحتاج في حصولها في الذهن إلى التعريف.- وجوابه- إنا لو سلمنا أنه تعريف حقيقي لا لفظي فالمتصف بالبداهة هي أفراده. وأما نفس البداهة فهي نظرية ومحتاجة للتعريف دون معروضاتها. وهذا نظير الجزئي فإن نفس الجزئية متصفة بالكلية وإنما المتصف بالجزئية هي معروضاتها.

وثانياً: إن الضمير في حصوله عائد إلى العلم والعلم قد اعتبر في مفهومه الحصول لأنه فسر بالصورة الحاصلة فيلزم أن يكون للحصول حصول.- وجوابه- إن المراد بالحصول في تعريف البديهي هو الحصول المعتبر في مفهوم العلم بمعنى أن الصورة الحاصلة في العقل يكون حصولها هذا لا يتوقف على النظر والكسب لا إن المراد أن حصول الصورة يكون كذلك.

وثالثاً: إن بعض العلوم البديهية يقام عليها الدليل والنظر كالعلم بوجود الله فقد قال تعالى: (أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) ومع هذا يستدل عليه بالدور والتسلسل فقد حصل هذا البديهي بالنظر وهكذا وجود الإنسان وراء الجدار فإنه قد يحصل بالنظر كما لو تكلم وقد يحصل بالبداهة كما لو شوهد.- وجوابه- إنا إن فسرنا التوقف بامتناع الحصول بدونه كانت هذه العلوم بديهية لعدم امتناع حصولها بدون النظر وإن فسرنا

اسم الکتاب : نقد الآراء المنطقية و حل مشكلاتها المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست