responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات و تأملات المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 8

الفتوحات الإسلامية نتيجة لخطة مرسومة

قوله ص 59" فالفتوحات الإسلامية اذاً لم تكن في بدء عهدها نتيجة لخطة مرسومة" لقد رسمها النبي الكريم وكانت نتيجة لتدابير عسكرية ذات اثر في نجاحها في ميدان الحرب وفوزها المبين في نضالها السياسي فقد قام النبي الكريم قبل شروعه بالفتح بمعاهدات أربعة عقد الأولى منها مع الأوس والخزرج والثانية مع اليهود النازلين في المدينة وأطرافها والثالثة مع بني حمزة والرابعة مع بني مدلج ارتكزت كلها على مبدأ التعاون والدفاع عن المدينة وحماية بعضهم بعضا وبذلك تم للنبي (ص) أن يوجد كتلة قوية الجانب ذات وحدة اجتماعية وسياسية ارهب بها العدو وظفر من طريقها بغايته المنشودة ثم بعد ذلك قام بأعمال إرهابية أخاف بها الأعداء واثبت لهم بها ما للمسلمين من قوة: من السرايا والغزوات التي نهض بها (ص) قبل غزوة بدر الكبرى ففي جميعها لم يشتبك المسلمون بالعدو ولكن عرفوا منها ما للمسلمين من العدة والعدد ومن القوة والبأس ثم أخذ (ص) يدرس حالة قريش عن كثب حتى انه أقام في موضع العشيرة متغيباً عن المدينة شهراً كاملًا لدرس الحال هناك حيث أنه اقرب موضع من مكة وسيّر عبد الله بن جحش الاسدي لنخله لرصد قريشاً ومعرفة أخبارها وبعد هذا كله نهض (ص) بأعباء الحرب ومطاردة الأعداء وكان أولها بدر الكبرى، فالفتوحات الإسلامية مستندة لتلك الأعمال الجبارة و الخطط العسكرية المحكمة لا أنها وليدة الصدفة و الاتفاق وما كانت خطط دول اليوم لحرب الجو والبر و البحر بأكثر دقة من تلك إذا قيست لزمنها ومحيطها.

غاية الفتوحات الإسلامية

قوله ص 60 غايتها (أي الفتوحات الإسلامية) الأولى الغنيمة لا الفتح الدائم والاستعمار.

لقد تكررت هذه الكلمة من المؤلف في عدة مواضع ولا أعلم المصدر الذي استند إليه. وغاية كل نهضة بل كل عمل إنما تعرف بأحد أمرين أما بالتصريح بها من باعث الحركة و المضطلع بأعباء العمل والنبي الكريم (ص) قد صدح في عدة مواضع بقوله: إسلامكم أحب إلي من مالكم: وقادة الإسلام قد رددوا كلمة (اسلموا تسلموا) و أما بالآثار الكاشفة عنها و إذا تصفحنا بطون التاريخ وزواياه وجدنا الآثار دالة على أن الغاية المنشودة هي نشر الدعوة الإسلامية و الاعتراف بمبادئها فالأرض التي يسلم عليها أهلها طوعا تكون ملكا لا ربابها ولا ضريبة عليها ولا على أهلها والذي يسلم حال الحرب يحقن ماله ودمه، ولم يقبلوا الفداء من النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط مع زيادته عن المقدار المقرر لاستهزائهما بالدين الإسلامي وقد أعاد المسلمون الجزية لأهل حمص يوم جلائهم عنها من دون طلب لها منهم قائلين لهم ما معناه.

أنا أخذنا المال منكم للدفاع عنكم ولصياتكم وليس في استطاعتنا ان نؤدي هذا الواجب الذي أخذناه على عاتقنا فنحن نعيد مالكم إليكم فلو كانت غايتهم الغنيمة لما ارجعوا المال وهم في أمس الحاجة إليه وهكذا كان حديث عبادة بن الصلت مع قيرس عندما فاوضه بالصلح فانه طلب منه الجزية بدل حماية المسلمين الحصن والدفاع عنه وتوطيدهم الأمان الخارجي والداخلي فيه وعند عدم القيام بذلك يعاد المال لأرباب الحصن.

اسم الکتاب : نظرات و تأملات المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست