و نصحتم و صبرتم في ذات اللّه و كذّبتُم و
أسيء اليكم فعفوتم، و أشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون و أن طاعتكم مفروضة، و
أن قولكم الصدق، و انكم دعوتم فلم تجابوا، و أمرتم فلم تطاعوا، و أنكم دعائم الدين
و أركان الأرض لم تزالوا بعين اللّه ينسخكم من أصلاب كل مطهر، و ينقلكم في أرحام
المطهرات، لم تدنسكم الجاهلية الجهلاء، و لم تشرك فيكم فتن الأهواء، طبتم و طاب
منبتكم، أنتم الذين منّ بكم علينا ديّان الدين فجعلكم
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ
و جعل صلواتنا عليكم رحمة لنا و كفارة لذنوبنا و اختاركم لنا، و طيب خلقنا بكم. و
منّ علينا بولايتكم فكنا عنده مسلمين بفضلكم و معترفين بتصديقنا إياكم و هذا مقام
من أسرف و أخطأ و استكان و اقرّ بما جنى و رجا بمقامه الخلاص و ان يستنقذه بكم
مستنقذ الهلكى من الردى، فكونوا في شفعاء فقد وفدت إليكم إذ رغب عنكم اهل الدنيا و
اتخذوا آياتِ اللَّهِ