responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارك نهج البلاغة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 7

الخالق وفوق كلام المخلوقين بعد كلام سيد المرسلين (ص) فمن يا ترى يكون أهلًا لهذا الكلام وحقيقاً به وجديراً بأن ينسب إليه غير ما سن الفصاحة لقريش إلاه والذي ليس [1]1) في أهل هذه اللغة إلا قائل بأن كلامه من أشرف الكلام وأبلغه بعد كلام الله وكلام نبيه وأغزره مادة وأرفعه أسلوباًوأجمعه لجلائل المعاني، والذي هو [2]2) مشرع الفصاحة ومنشأ البلاغة، منه ظهر مكنونها، وعنه أخذت قوانينها، وعلى غراره حذى كل قائل خطيب، وبكلامه استعان كل واعظ بليغ، وقد سبق وقصروا، وتقدم وتأخروا، لأن كلامه الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي، وفيه عبقة من الكلام النبوي، ذاك الذي التقط الآمدي من درر كلمه وغرر حكمه سفراً ضخماً قال في خطبته جمعت يسيراً من قصير حكمه، وقليلًا من خطير كلمه، تخرس البلغاء عن مساجلته وتبلس الحكماء مشاكلته، و ما أنا في ذلك- علم الله- إلا كالمغترف الشارب في البحر بكفه، والمعترف بالتقصير وإن بالغ في وصفه، وكيف لا وهو (ع) الشارب من الينبوع النبوي، الحاوي بين جنبيه على العلم اللاهوتي، إذ يقول، وقوله الحق، وكلامه الصدق، على ما أدته إلينا الأئمة النّقَلة: [إن بين جنبي لعلماً جماًلو أصبت له حملة] إلى غير ذلك من كلام ذوي العلم، فلا يليق بعد ما قدمنا أن ينسب هذا الكلام أو شي‌ء منه إلى الشريف الرضي وإن بلغ ما بلغ، وأنى للرضي وغيره هذا النمط وهذا الأسلوب؟ قال ابن الخشاب: وقد وقفنا على رسائل الرضي وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور، وما يقع من هذا الكلام- يعني الخطبة الشقشقية- في خل و لا خمر.

قلت: كما أنا قد وقفنا على شي‌ء من رسائله في الكتاب الموسوم بالدرجات الرفيعة، فألفيناها لا تضاهي ذلك الطراز، ولا تستقل على عدوة ذلك المجاز، ويمكنك أن تستعرض خطبة من نهج البلاغة وشيئاً من رسائل الشريف ن وتستجلي الديباجتبن، وتتذوق الأسلوبين، لترى مباينتهما لكلام النهج ومخالفتهما لطريقته‌


[1] من كلام محمد عبده في خطبة شرحه على النهج

[2] من كلام السيد الرضي في خطبه.

اسم الکتاب : مدارك نهج البلاغة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست