responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غاية المأمول المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 276

المجتهدين ووافقهم أكثر المسلمين وعلى الثاني فقهائنا المحدثون ووافقهم جماعة من التابعين وفقهاء المدينة كسعيد ابن المسيب وعبيدة السلماني ونافع ومحمد بن القاسم وسالم بن عبد الله وغيرهم والمنقول أنهم كرهوا ذلك والظاهر إن مرادهم المنع. ورووا عن عائشة أنها قالت لم يكن النبي يفسر القرآن إلّا بعد أن يأتي به جبرائيل، ورووا عن النبي (ص) أنه قال من فسر القرآن برأيه فأصاب الحق فقد أخطأ. والحق ما عليه معظم أصحابنا رضوان الله عليهم وذلك لوجوه:

أولها: السيرة المعلومة يداً بيد من زمن النزول إلى زماننا هذا فإنهم لا يزالون يستندون إلى الآيات القرآنية في إثبات المطالب والأحكام وإذا أورد أحدهم آية ظاهرة الدلالة على إثبات المطلب لا يقول له خصمه قف حتى تنظر الروايات وتعرف معناها وكذا لا زالوا يتعرضون لآيات المواعظ والزواجر في الخطب وغيرها من دون وقوف على شي‌ء بل الأعوام أيضاً ينكر بعضهم على بعض أكل لحم الخنزير مثلًا لدلالة القرآن على تحريمه فغير خفي حتى على النساء والصبيان، إذْ القوم لا زالوا يتعرضون لذكر الآيات والمكالمات والمخاصمات بل جميع المخاطبات من غير إحالة على أمر حتى يروى عن بعض حفظة القرآن أنه لا يتكلم إلّا به وأمرهم بالاستخارة أيضاً كذلك فإنهم لا يحيلون معرفة الاستخارة على خبر أو نص كما لا يخفى وأيضاً لا يخفى أن شأن البلغاء وأرباب اللغة تقرير إعجاز القرآن بإفادة معانيه مع حسن ألفاظه من غير وقوف في فهم المعنى بل الإخباريون ومن حذى حذوهم لا تجدهم قبل البحث في نفس هذا المطلب إلّا على ذلك.

وأبين من الكل إنك إذا اتبعت خطب الأئمة (ع) ومواعظهم وكذا خطب أصحابهم ومن حذى حذوهم وجدت أكثرها أو كثيراً منها مشتملًا على الآيات الزاجرة والناهية مع أنا نعلم يقيناً أن أكثر من يستمع الموعظة لا يدري بالتفسير إذْ أكثرهم أو كلهم أعوام هذا مع أنا نجزم أنهم ما كانوا ليسألوا الخطيب ما يفهم معنى‌ [إن الله يَأْمرُ بالعَدْلِ والإحسانِ‌] ونحوها فبينها ثم يلزم على ذلك إن تمام المصلين أو أكثر ينطقون بالفاتحة والسورة ولا يعرفون منهما شيئاً وكذا عامة الناس يقرؤون القرآن كما

اسم الکتاب : غاية المأمول المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 276
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست