اليه العباس بن سعيد المريّ فأستخرجوا (جسده الشريف)[1] من قبره
واقبلوا به الى يوسف على جمل قد شدَّ بالحبال، وعليه قميص اصفر هروي فألقي على باب
القصر فخرَّ كأنه جبل فأحتزوا رأسه، وصُلب هو و (اجساد اصحابه)[2] معاوية بن اسحاق وزياد الهندس ونصر
بن خزيمة العبسي بالكناسة، وهي محلة بالكوفة، واختلفوا في عمره فقيل هو ابن 42 سنة
وقيل 48 سنة[3].
موضع
رأسه
وجّهوا برأس الأمام زيد
(ع) الى هشام مع زهرة بن سليم وقد ضربه الفالج فأنصرف، واتته جائزته من هشام[4] وهي عشرة
آلاف درهم، ونصبه هشام على باب دمشق[5] ثم أرسله
الى المدينة الى ابراهيم بن هشام المخزومي فنصب رأسه، وقال أهل المدينة لأبراهيم،
لا تنصب رأسه فأبى، فضجّت المدينة بالبكاء[6]
من دور بني هاشم كيوم الحسين (ع)[7] ونظر اليه
كثير بن عبد الله السهمي فبكى وقال: لعن الله قاتليك، فحبسه إبراهيم وكتب الى
هشام، فكتب اليه هشام ان اقمه على المنبر حتى يلعن علياً وزيداً فأنْ ابى فأضربه
مئة سوط، ولمّا اصعده المنبر قال:
[3] ينظر: ابو الحسين زيد الشهيد، ص 77 وما بعدها،
وضحى الاسلام، احمد امين، ص 272، والأخبار الطوال، الدينوري، 345- 346، وانساب
الاشراف البلاذري: 4/ 52، وبحار الأنوار مج 11/ 43، العقد الفريد لأبن عبد ربه: 4/
34، ومختصر تاريخ العرب والتمدن الاسلامي، سيد امير علي، ص 137 وما بعدها