الله الحكيم، وأحاديث النبّي وأئمة الهدى منْ عترته
اللَّهاميم، عليه وعليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم، أو يُوشح حديثه بالمثل
السائر، والبيت النادر، وكأنَّهُ قد أعدَّهُ لموضعه بعد تأملٍ ومراجعةٍ مع أنَّه
يسوقه على البداهة ويستحضرهُ في الحال.
وكان كما يشهد له بذلك
كلٌ منْ عاشرهُ وتشّرف بخدمته: غزير المحفوظ من شعر فحول أدباء العربية، مملوء
الحقائب من مختارات روائع النثر الفني لأئمة البلغاء يستحضر منها ما شاء متى شاء
في خطبه العامَّة وأحاديثه الخاصَّة. وللتفصيل موْضعٌ لا يسعه هذا المختصر وهذه
الخصائص التي أمتاز بها أسلوب شيخنا الجليل قدس سرّه إنما هي ثمرةٌ يانعة منْ
ثمرات مطالعته المتواصلة وقراءاته الدائبة في مفعمات الأسْفار وإنكبابه على كتب
العلم والأدب، فقد عُرِفَ عنه وأشتهر أنَّهُ كان لا يعدِلُ بالدرس والمطالعة