responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جذوة المقباس من مآثر شيخنا العباس المؤلف : الحسني، السيد عبد الستار    الجزء : 1  صفحة : 5

وهاهيِ الْيَوْمَ تَمِيْسُ زَهْوا

وَقدْ عَلتْ هامَ الثُّرَيا شَأْوا

شامخةٌ كالصرْحِ في البناءِ

بَلْ هي كالشمسِ لِعَيْنِ الرّائي‌

تَشْهَدُ للعباس بالتطوُّلِ‌

وكيف يَعْدُو الْفَضْلُ شِبْلًا منْ علي فهو الذّي جَدَّدَ مِنْها ما دَثَرْ

وزادَ فيها غُرَفاً بعْدَ الحجَر

فالطابَقُ الأعلى بكُلِّ ما حَوى‌

بسعيه المشكورِ قامَ واسْتَوى‌

وَلوْ إِليهِ نُسبَتْ في النَّاسِ‌

وقِيْلَ:- ذي مدْرَسَةُ الْعَبّاسِ‌

لم يكُنِ الناسِبُ بالْمَلُوْمِ‌

إِذْ قَرَنَ المِصْداقَ بالمَفْهومِ‌

ما مِثْلُها في النَّجَفِ المُشَرَّفِ‌

مدْرسَةٌ أَحيتْ جُهودَ السَّلَفِ‌

فكانَ عبّاسٌ لَهَمْ نِعْمَ الْخَلَفْ‌

إِذْ نال في تجديدِها أَوْجَ الشَّرَفْ‌

فَطُفْ بِمَغْناها وَأَنْعِمْ النَّظَرْ

تَجدْ رياضَ العِلْمِ تزهوا بالثَّمَر

تَعُجُّ بالأَفْذاذِ والْجهابِذَةْ

مِنْ خِيَرَةِ الطُلَّابِ والأَساتِذَةْ

وَكُلُّهُمْ يَدْعُو بِقَلبٍ خاشعِ‌

لشيخِنا الْغَيْثِ الْمُلِثِّ الْهامعِ‌

أَعْني أَبا أَحْمَدَ ذا المحامِدِ

أَعْظِمْ بِهِ منْ عَلَمٍ مجاهِدِ

تأسيس مكتبة كاشف الغطاء

وقد كفى الطُلّابَ كُلّ حاجَة

وأوقدَ الحظُّ لهم سِراجَه‌

فَمانَهُمْ بمسكنٍ ومالِ‌

يصونهم عن ذلَّة السؤال‌

وما اكتفى بتلكُمُ المساعي‌

مَنْ شِبْرُهُ لغَيرهِ كالباعِ‌

بَلْ زوّدَ المدرسةَ المذكورَةْ

ما أثْمَرَتْ جُهودُهُ المشكورَةْ

حيثُ بنى مكتبةً كالصرْحِ‌

بكُلِّ مَتْنٍ تَزْدَهي وشَرْحِ‌

قَدِ احْتوَتْ روائعَ الأسفارِ

واخْتزَنتْ نتائجَ الأفكارِ فهي سِجِلٌّ حافِلٌ لِفضْلِهِ‌

وكم بها مِنْ أَثرٍ مخطوطِ

إذْ صانَ بالتوثِيقِ إِرْثَ أَهْلِهِ‌

بخَطِّ حَبْرٍ ثقةٍ مَضْبوطِ

ليس لَهُ في الكُتْبِ مِنْ نظيرِ

في قَوْلِ كُلِّ باحِثٍ خَبيرِ

فهوَ بحفْظِ تلكُمُ الخزانةْ

أَدَى إلى أسلافهِ الأَمانَةْ

لولاهُ أَضْحَتْ في المَلا أَيْدي سَبا

ونورُها لولا أبو الفضلِ خَبا

اسم الکتاب : جذوة المقباس من مآثر شيخنا العباس المؤلف : الحسني، السيد عبد الستار    الجزء : 1  صفحة : 5
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست