وَلَعَمْرِيْ وَما عَمْرِيْ عَلَيَّ بِهَيّنٍ- إِنَّ هذا الْعَيْلَمَ
العلم، الذيَ يَعْيا بَعَدِّ مآثِرِهِ اللسانُ والقَلَم نَسِيْجُ وَحْدِهِ في
عُلُوِّ الهِمّة وَمَضاءِ الْعَزْمِ، وشِدّةِ الحِرْص على إِحياء آثار السَّلَفِ
الصالح وقد كَتَبَ الله تعالى له التوفيق في كُلّ ما عَزَم عليه فَقامَ في تحمّل
أعيائهِ بما تَنُوْءُ بحملهِ العُصْبَةُ أُوْلو القُوَّة فأنشأ المدارس ورمّم
المساجد وشيّد البيوت الأثرية وبنى بيوتَ سيد الشهداء (ع) وَقَدَّم المساعدات
(المحترمة) لطلبة العلوم الدينية في حوزة النجف الكبرى كما أغاث الفقراء والمساكين
والأسر المتعففة بالأموال والملابس والأغذية على اختلاف أنواعِها وما أَمَّهُ ذو
خصاصَةٍ إلَّا انْكَفأ مملوءَ الحقائب منشرح الصدرِ
تَراهُ إِذا ما
جِئْتَهُ مُتَبَسِّماً
كأنَّكَ
تُعْطِيْهِ الذي أَنْتَ سائِلُهْ
مَعَ أَنَّ ما أَجراه الله تعالى على يديه من الخيرات والمبّرات
وبناء المساجد والمدارس والمؤسسات كان في أَشدِّ أَيام الحصار الجاثم بكَلْكلهِ
على شعب العراق. ولستُ أَقول هذا الكلامُ مبالغاً وإنما (رأيتُ فَقُلْتُ) وَمَنْ
اختلج في صدره رَيْبٌ في ما ذكرتُهُ فليتحقق بنفسهِ ليجد هناك الشواهدَ الناطقة
بِصدقِ الدعوى. وقد كان نظمي لهذه الأرجوزة في شهر ربيع الآخِرِ والجمادَيين من
سنة 1419 هجرية في النجف الأشرف.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
خادم العلم الشريف
الأقل
عبدالستار الحسني
نزيل النجف الأشرف
اسم الکتاب : جذوة المقباس من مآثر شيخنا العباس المؤلف : الحسني، السيد عبد الستار الجزء : 1 صفحة : 2