responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 63

ثلاثين شاقلًا من الفضة والثور يرجم. ومن الأدلة على إباحة

الاسترقاق عند اليهود ما في كثير من آيات التوراة التي تدل‌[1] على اتخاذ المخالفين عبيداً فمن ذلك ما في كتاب الاستثناء: وإذا دنوت من قرية لتقاتلها ادعهم أولًا إلى الصلح فإن قبلت وفتحت لك الأبواب فكل الشعب الذي بها يخلص ويكونون لك عبيداً يعطونك الجزية[2].


[1] جاء في سفر التثنية في الإصحاح العشرين: أمر الرب أن كل محاربة إذا انتصر عليها اليهود يكون جميع أهلها من رجال ونساء وأطفال عبيداً لهم يسخرونهم إلى الأبد. دون شرط ولا قيد. وجاء في الإصحاح التاسع أن الله ختم العبودية على أولاد كنعان بن حام.

[2] وكان العبيد بين العبرانيين نوعين( أ) العبرانيون( ب) غير العبرانيين. وعبودية الأول للعبرانيين تحصل بأسباب ثلاثة:

1- الفَقْر، ليوفّي دينه ولكنه لم يكن يجوز للمشتري أن يعامله معاملة العبد تماماً.

2- السرقة إذا لم يكن في يده ما يعوّض به عن سرقته قال( بوسيفوس): إذ لم يسوغ بيع السارق العبراني لغير العبراني.

3- بيع الوالدين بناتهم جواري إلا أنهم لم يسغ لمقتنيهنّ أن يبيعوهنّ أو يعاملوهن بخلاف معاملة السراير.

وكان لإزالة عبودية العبراني ثلاث طرق. أ) إذا دفع الدين أو رد المسروق. ب) إذا أتت سنة اليوبيل. ج) انتهاء ست سنين من الخدمة، إذ لم تكن عندهم عبودية أطول من تلك إلا إذا لم يكن المستعبد يريد قبول عتقه لسبب محبة سيده أو امرأته الأجنبية أو أولاده الذين كان مضطراً أن يتركهم عند إطلاقه، فعندها كان سيده يقدمه إلى الآلهة ويقربه إلى الباب ويثقب أذنه بالمثقب فيصير عبداً إلى الأبد.

يستفاد من ذلك أن عبودية العبراني كانت قليلة القساوة، ويوصي الناموس بأن لا يتسلط السيد على عبده بعنف، وإذا انتهت مدة عبوديته لا يذهب فارغاً بل يلتزم سيده أن يعطيه بسخاء من القطيع والبيدر والمأسرة ويجوز للعبد أن يتزوج بابنة سيده. أما الأمة فلم تكن حرة في نهاية الست سنين إلا أنه إذا لم يأخذها سيدها له أو لأبنه لا يجوز له أن يبيعها لأجنبي بل كان عليه أن يردّها لأبيها أو يجد لها سيداً آخر عبرانياً أو يعتقها هذا حال عبودية العبراني للعبراني. وأما القسم الثاني وهو عبودية غير العبراني فقد كان أكثر العبيد من الأمم من أسرى الحرب، وكانوا يفلحون الحقول ويخدمون البيت ويطحنون الحنطة ويشدون أحذية ساداتهم ويغسلون أرجلهم، وإذا فقدوا عيناً أو سناً من سوء المعاملة اعتقوا. وكان قتل العبد العبراني جريمة كقتل الحر. وكانوا يستغلون رقيقهم استغلالًا فظيعاً فيدفعون فتياهم إلى البغاء لأخذ أجورهن. وقد رأيت بخط المؤلف تحت عنوان( العقائد اليهودية في العرب) إذا ضرب إنسان عبده أو أمته بعصا ومات المضروب، ينتقم منه، ولكن إن بقي المضروب بعدها حياً يومين أو ثلاثة فلا ينتقم منه لأنه ماله، وأما إذا اتلف عين عبده أو أمته أو اسقط لأحدهما سناً فيلزمه عتقه. وكل سبعة أسابيع تكون السنة التي بعدها السنة الخمسين( يوبيلا) وهي سنة مقدسة لا يكون فيها زرع ولا حصاد وينادى فيها بالعتق في الأرض لجميع سكانها فيرجع كل إلى ملكه وإلى عشيرته إذ لا يبقى فيها دَين ولا رقيق. ذلك ينبغي أن يكون بيع أملاكه من بعضهم بيع استغلال من يوم البيع إلى سنة اليوبيل وكذا يشتريه المشتري.

وكانت مصادر الاسترقاق عندهم أحدها: الحروب فإنهم إن انتصروا على قرية استرقوا أهلها جميعاً رجالًا ونساء وأطفالًا. ثانيها: الخطف والقرصنة واللصوصية فأنهم كانوا يبيحونها لتزويدهم بالرقيق ثالثها: الحاجة فأنهم يستبيحون الأسرة التي تلجئها الفاقة والعوز للاسترقاق، ويسترقون المدين العاجز عن وفاء دينه أو بيعه لأبنائه أو بناته أو زوجاته لتسديد ديونه.

اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست