responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 53

أن يتحقق وجود العالم الأفضل الذي أراده الله لعباده وتنتفي الرذائل والشرور من هذه الأرض وبما أن الحرب كما تقدم تستلزم أسر المقاتلين من صفوف العدو وعند الانتصار عليه، وهؤلاء الأسرى في كل الأمم كانوا يفقدون حريتهم بمجرد وقوعهم في الأسر، ويصبحون أرقاء يباعون ويشترون كما تباع وتشترى الأشياء التي لا حرج في تملكها فأن الإسلام أعتبر هذه الحالة ضرورة وقتية تزول بزوال أسبابها وبواعثها لذلك كان موقفه من استرقاق أسرى الحرب موقفاً فيه كثير من التحفظ لم يدرك أسراره الكثير من الباحثين.

فهو قد أذن في استرقاق هؤلاء الأسرى- ولم يوجبه قط- معاملة للعدو بمثل معاملته، إذ لا يعقل أن يسترق هو أسرى المسلمين ويطلق المسلمون أسراه. وحيث إنه لم تكن هناك قوانين عامة تحمي أسرى الحرب من الاسترقاق ولا من سوء المعاملة التي تكون في بعض الأحيان أضر من الاسترقاق، فليس هناك وسيلة للضغط على العدو من أجل تحسين معاملة الأسرى الذين يقعون في يده ومحاولة استخلاصهم من رقه إلا استرقاق أسراه ومعاملتهم بالمثل، حتى يمكن تخفيف الوطأة عن الأسرى الذين بيده، وربما يقع تبادل بين الطرفين ينجو به أسراهما معاً من الرق والعذاب.

والمعاملة بالمثل عند المسلمين إنما هي في الاسترقاق أما التنكيل والعذاب اللذان كان الأرقاء يلقونهما عند غير المسلمين مما سبق ذكر بعضه فأن الإسلام يبرأ من ذلك كل البراءة كما إنه لم يكن خلقاً

اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست