responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 51

والإماء تسعة وثلاثين، العبيد ثلاثون والإماء تسعة[1].

وأما الرق الناشئ عن تجريد الإنسان من حريته الشخصية فليس له في الإسلام وجود ولا في شريعته حكم له على الإطلاق. وكذلك الرق الناشئ من بيع الآباء لأبنائهم، فإن الإسلام لم يعرفه وأحكامه العامة تأباه كل الإباء. وحسبنا ما جاء به القرآن من استنكار لعادة الوأد التي كانت شائعة في بعض القبائل العربية، وقوله في ذلك: [وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ‌][2] واستيصاء النبي (ص) بالبنات وحضه على تربيتهن وتكريمهن، حتى نوه الشاعر الحماسي بذلك وعده من الإصلاح الإسلامي الذي جاء به الرسول (ص) وذلك في قوله لمن خطب منه بنتاً وهو غير كف‌ء لها:

فلا تطلبنها يا بن كوز فأنه غدا الناس مذ قام النبي الجواريا

بقي الرق الجماعي الناشئ عن اعتبار البلاد المفتوحة ملكاً للدولة وأهلها عبيداً لها. وكلنا يعلم أن شريعة الإسلام بعيدة كل البعد عن هذا الجور، وإن فتوحات المسلمين كانت رحمة وخيراً للبلاد المفتوحة حتى عُدّت بمثابة إنقاذ لأهل هذه البلاد مما كانوا فيه من العسف والظلم. ولقد قال أهل حمص لجند المسلمين لما ردوا عليهم الجزية التي أخذوها منهم لعجزهم عن الدفاع عنهم: ( (والله لولايتكم أحب إلينا مما كنا فيه ولندفعن الروم معكم)) [3].


[1] أنظر كتب السيرة في هذا الصدد وطبقات ابن سعد والإصابة وغيرها.

[2] سورة التكور( آية 8).

[3] فتوح البلدان، للبلاذري، ص 143.

اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست