responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 41

كأعضاء من عوائلهم. ومسألة العتق مما رغب إليها الدين الإسلامي، ولا يحتاج العتق في الشريعة الإسلامية إلى أصول معقدة وعقود مشكلة كما هو الشأن في القانون الروماني، بل يكفي في وقوعه صدور لفظ دال عليه من فم المالك. ولقد جاءت طريقة إبطال الرق الآن موافقة كل الموافقة للشرعية الإسلامية، ولذا عضدها الملوك والأمراء المسلمون مثل سلطان زنجبار والخليفة الأعظم وغيرهم، لأنها لم تخرج عما أمرت به الديانة الإسلامية، فأي ذي ملكة وعقل يعضد (لا فيجري) في مزاعمه التي قام بنشرها بعد أن علم أن الدين الإسلامي غايته من الرق إنقاذ العبيد من حضيض التوحش إلى ذروة التمدن؟ ولهذا نكرر القول بأن المنهج الذي سار عليه في دعوته يجلب الأخطار العظمى على البلاد الفرنسية المرتبطة مع أربعة ملايين من المسلمين في بلاد الجزائر، فضلًا عن البلاد الأخر. فلو نهضنا لإثارة النصرانية على الديانة الإسلامية لهيجنا خواطر المسلمين وغرسنا في قلوبهم بذور الحقد والضغينة علينا وعرضنا أنفسنا للمكائد التي تكبدنا تأثيرها السيئ في السابق.

نستنتج مما قدمنا أنه لا يجمل بنا أن ندع أرباب الدين وقسس الملّة المسيحية يتداخلون في أمور السياسة التي لا تعنيهم ولا ترتبط بواجباتهم الدينية، التي من حقها إذ لا تتجاوز جدران الكنيسة وزواياها ولا نتركهم يكدرون صفو علاقاتنا مع أقوام نسعى في تحسينها معهم، متذرعين بالنعرة للدين. هذا ويتحقق القرّاء الكرام من أن جميع ما نسب للديانة الإسلامية من التهم التي تنفر من سماعها الطباع وتأباها الأفكار السليمة، ليس لها خيال من الصحة أو ظل من الحقيقة، بل كلها

اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 41
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست