responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 389

ذلك. واستقر رأي الناصر على أن تسليم المماليك للفقيه يتلفهم، بل يتركون وشأنهم، فبدلت الأرض غير الأرض، وصارت المماليك السلطانية أرذل الناس، وأدناهم وأخسهم قدرا، وأشحهم نفسا،

وأجهلهم بأمر الدنيا، وأكثرهم إعراضا عن الدين، ما منهم إلا من هو أقذر من قرد، وألص من فارة وافسد من ذئب، وبلغت عدة المماليك السلطانية في أيام الملك المنصور قلاوون سبعة آلاف وسبعمائة، فأراد ابنه الأشرف خليل تكميل عدتهم عشرة آلاف مملوك وجعلهم طوائف فأفرد طائفتي الأرمن والجركس وسماها البرجية، لأنه أسكنها في أبراج بالقلعة، فبلغت عدتهم (3700) وافرد جنس الخطأ والقبيحان وأنزلهم بقاعة عرفت بالذهبية والزمردية، وجعل منهم جمدارية وشقاه وسماهم خاصكية، وعمل البرجية سلاحدارية وجمقدارية وجاشنكيرية وأوشاقية، ثم شغف الملك الناصر محمد بن قلاوون لجلب المماليك من بلاد أزبك وبلاد توريز وبلاد الروم وبغداد، وبعث في طلبهم، وبذل الرغائب للتجار في حملهم إليه، ودفع فيهم الأموال العظيمة، ثم أفاض على من يشتريه منهم أنواع العطاء من عامة الأصناف دفعه واحدة في يوم واحد، ولم يَرْاعَ عادة أبيه ومن كان قبله من الملوك في تنقل المماليك في أطوار الخدم حتى يتدرب ويتمرن كما تقدم. وفي تدريجه من ثلاثة دنانير في الشهر إلى عشرة دنانير، ثم نقله من الحابكية إلى وظيفة من وظائف الخدمة، بل اقتضى رأيه أن يملأ أعينهم بالعطاء الكثير دفعة واحدة، فأتاه من المماليك شي‌ء كثير رغبة فيما لديه، حتى كان الأب يبيع ابنه للتاجر الذي يجلبه إلى مصر، وبلغ ثمن المملوك في أيامه إلى مائة ألف درهم فما دونها، وبلغت نفقات المماليك في كل شهر إلى سبعين‌

اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست