responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 368

(المسعودي، ج 1، صفحة 196)، فإذا تجرأ المولى وتزوج بعربية وبلغ أمره الوالي طلقها، كما حدث لأعراب بني سليم في الروحاء، فانهم جاءوا الروحاء فخطب إليهم بعض مواليها إحدى بناتهم فزوجوه بها، فوشي بذلك إلى والي المدينة، ففرق الوالي بين الزوجين وضرب المولى مائتي سوط، وحلق رأسه ولحيته وحاجبيه، (أغاني، ج 14، صفحة 150) ولا تسوغ له الزواج بالعربية منزلته الرفيعة أو علمه أو تقواه، فقد ضر ب بلال من أتى برده بالياط وعبدالله بن عون، الذي هو من كرام التابعين لما تزوج بعربية. وهذا المنع كان شائعاً قبل الإسلام، فقد كان العرب يستنكفون من تزويج بناتهم بغير العربي، وقضية النعمان مشهورة، وظل هذا في الإسلام، وإن كان النبي (ص) ألغاه بقوله: مولى القوم منهم، فإن سلمان الفارسي الذي نصر المسلمين في حروبهم وصاحب الفضل الكبير في الإسلام خطب إلى عمر بنته، فوعده لأنه لم ير في ذلك بأسا، وغضب لذلك عبد الله بن عمر وشكاه لعمر بن العاص فقال له: أنا كفيله، وكان سلمان ذا أنفه، فخرج عمر حتى لقى سلمان فقال له: هنيئا لك إن أمير المؤمنين تواضع لله في تزويجك أبنته، فغضب سلمان وقال (لا والله لا تزوجت إليه أبدا).

ومن هذا يعلم أن الدين الإسلامي لم يحرم التزويج بالمولى ولا غير العربي، وقد اعتق النبي (ص) زيد بن حارثة وزوجه بنت عمته زينب بنت جحش. فالإسلام يرفع منزلة المولى بمقدار ما يضعها الأمويين، حتى في عهدههم كان يعير بمصاهرة الموالي (تمدن، 4 ج، صفحة 163)، وكانت دور الخلفاء في أيام العباسين مشحونة

اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 368
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست