responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 299

الفرنسية، وبرع في أعمال الفروسية، وأعتنق المسيحية بدلا من الوثنية، ولما بلغ الرابعة والخمسين دفع إلى جندي قبضة من النقود البرتغالية، ليعلمه القراءة والكتابة، وكان ذلك أيام الثورة الفرنسية، ولقد قرأ تاريخ الرقيق، والكتاب المقدس، الذي أثار في نفسه أمل تحرير شعبه، وكانت الثورة الفرنسية قد وصل صداها إلى هايتي المعذبة المسكينة، التي أرادت أن تسهم بنصيبها في تلك الحركة العلمية، نحو تحرير الإنسان من ربقة الإنسان.

بعث توسان وفداً تحت رئاسة مندوب من العبيد السود إلى باريس ليطالب بالحرية السياسية، ووضع العبد الأسود على قدم المساواة مع السيد الأبيض، فلم يسمح للوفد بمقابلة رئيس البرلمان وأعضائه ورجال الحكومة، وحنق عليه أصحاب الاقطاعات من سراة الفرنسيين وصدّوا عن مطالبه القومية العالية. وقد أعدم رئيس الوفد عند عودته إلى هايتي.

انفجر بركان الثورة بإعدامه وظهر توسان وليد الحركة التحريرية زعيما للبلاد، فكسّر الأغلال والأصفاد، ونادى به الأهليون ملكا بعد أن نزل الحاكم الفرنسي على إرادة الشعب، ولم يفلح الحاكم الفرنسي في كل دسائسه، ورجع قافلا إلى وطنه بعد أن أثار على توسان حزب مجمع البيض والسود، أسماه حزب (ريجود). وقد أجتمع الشعب على زعيمه فكتب الكتائب، وجمع جنوده، وفتح المد

ن، وظفر بجماعة (ريجود)، فعاملهم باللطف، ولما أستفحل أمر توسان، أبدت الحكومة الفرنسية رغبتها في أن يطبع على علم هايتي بحروف من ذهب هذه العبارة:

اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست