هذه أهم المواد التي تتعلق بالجنس الأسود، وكان لها تأثير بين المستعمرات الفرنسية وتسابقت إليها أوربا في مستعمراتها، وشاع أمرها عند جميع حكوماتها وعدّ عمل فرنسا مبرراً لمن نهج خطتها من السلطات الأوربية المستعمرة وقد زكت مواد القانون الأسود، ونمت فرفعت بالجنس الأبيض في المستعمرات السوداء إلى الملكوت الأعلى، واستنزلت الأسود إلى الحضيض الأدنى. وكما أن فرنسا كانت مبدأ لتدوين هذه القوانين وتطبيقها، كانت ثورتها سنة 1848 م الحد من تلك المبادئ القاسية التي دفنت فيها واتخذت لها في مقر الإهمال قراراً خالداً.

بعض القوانين السوداء في الولايات الجنوبية من أمريكا المتحدة التي تظهر عقلية المشرعين لها نحو الجنس الأسود

1) للمالك الحق المطلق على عبده الأسود، فله بيعه وإجارته، ورهنه، وأن يقامر عليه. ولما كان العبد مقهورا بسلطة مولاه أبدا، كان من المحتوم عليه أن يحترم سيده، وأعضاء عائلته، احتراما ليس بعده احترام، ويطيعهم طاعة لا حد لها.

2) ليس للعبد الزنجي حق الدفاع عن نفسه، وهو محروم قانونا من أن يتمتع بهذا الحق الفطري لكل أفراد بني الإنسان.

3) ليس له أن يخرج إلى الأرياف والمزارع إلا بتصريح قانوني وافٍ لجميع الشروط المفروضة.

4) لا يجوز أن يجتمع في الطريق أكثر من سبعة من الأرقاء، فإن فعلوا كانوا مخالفين لأوامر الحكومة، وكل أبيض مخوّل من السلطات الحاكمة أن يلقي القبض عليهم إذا صادفهم في الطريق، ويجلدهم عشرين جلدة.