responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 210

يا ابن الجليبة في المراكب‌التي قطعت مع الركب اليماني البيدا

مالي أراك إذا مررت بصبيةكثر العطاس لديك والتحميدا

وتجن أن نصبوا أمامك صوفةأو خرقة سوداء تعلو أعودا

كثيراً مما يضاهي هذه العادات ثم ضربنا صفحاً عن تدوينها، فإن أمثال هذه العادات والتقاليد لا تزال أخلاقاً أثريه في الجماعات البشرية والشعوب التي بلغت مستوى عالٍ في درجة الحضارة والرقي الاجتماعي. وإذا شاهدنا سنّةً متبعة وتقليداً محترما بين أفراد الشعب، فإن تلويث الشعب بأسره بوصمتها جريمة أدبيه، فقد تنفرد بعض أسر الشعب وتمتاز بعض عائلاته بعادات تنفر منها وتعافها مَنْ تتصل بها بجوار وتقاطنها في الديار من أقوامها التي تشاركها في الدم والنجار. ولابد من أن تنطوي أمثالها كآفة في بطون الأيام عن شعوب الأرض التي تسير في القرن الراهن بخطى واسعة نحو المدنية والحضارة، غير أنا لا ندع هذه الفرصة تمر ولا نشرح للقارئ خرافة جبارة لها قضاء صارم عند الأحباش والزنوج وهي اللباشه.

واللباشه كلمة حبشية معناها معرفة الغيب والإيمان بأقوال الكهنة و ذوي الكشف والعرافة والحجب والهياكل وأبواب الغيب، ومن كان من هذة الزمرة لا يزال له أحبار كبار في جماهير الشعوب والأمم كافة قولهم وحي ملكوتي ونبوّة مقدسة، وكم عاهل من ملوك الأرض وبطل من أبطال التاريخ‌[1] تنازل لأرادتهم وطأطأ عند أشارتهم وما فتئ‌


[1] وهؤلاء الأعيان لا يعملون أي شي‌ء إلا بعد استشارة( الناس) أو الشياطين فإذا أراد أحدهم أن يقرر أمرا، أحضر قطعه من غاب( البامبو) ووضعها في النار- بعد أن يسرّ إليها بنيته- ثم يأخذ قطعة الغاب ويتأمل وضع الشعرات التي في داخلها ويزعم كهنتهم أنهم على إتصال دائم بهذه الأرواح، ويحمل كل واحد من الزعماء على الدوام سيفاً عريضا وفي مقبضته سن نحر، وقد كان قسمهم الذي أقسموا به أن لا يعودوا إلى إمتلاك العبيد كما يأتي- إذا لم آت بيميني فيأكلني النحر ويصعقني شيطان الصواعق ويبتلعني شيطان الماء وأمت أفضع ميتة- وذلك أنهم يعتقدون أن من يموت بكارثة من الكوارث ينقلب بعد الموت روحاً خبيثة مأواها جهنم.

اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست