responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 209

عادات الأحباش والزنوج وخرافاتهم‌[1]

نعني بالعادات هنا، هي السنن والتقاليد التي يحترمها الشعب ويقدسها ويؤمن بمفعولها، ويكون مأخذها أسطورة مزعومة وخرافة موهومة. وعادات الزنوج والأحباش التي هي من هذا القبيل لا ينهيها عد ولا يحيط بها حد، فمن حنث بيمينه طفق يبصق في الأرض مرات عديدة ليطهر لسانه من وصمة الحنث، وهم يلعطون وجوههم ويتمسك بهذه العادة النوب تمسكاً شديداً، ومنشأ هذه العادة أسطورة يحفظونها، وهي أن ملكا من ملوك اليمن غزاهم وانتصر عليهم، ثم أراد أن يستبيح نساءهم فطلبوا منه الصلح والأمان فاشترط عليهم هذا الوسم وهو ثلاث شروط عمودية على إحدى الوجنتين، بعضها أقصر من البعض ويسمى اللعوط.

وإذا تزوج أحدهم أخلد إلى الراحة عاماً لا يشتغل فيه ولا يحارب والخطيب يطعم خطيبته قبل الزواج عسلًا مطبوخاً مع اللبن ليزيدها ضخامة، ثم أن أهل الزوج يضعونها كل يوم في حفرة من الأرض مُطيبّة بأخشاب ذات رائحة عطرة يوقدون أطرافه فتمتلئ الحفرة دخاناً ويعتقدون أن ذلك يؤثر في تحسين بشرة الجلد.

ويوم الزفاف يتناول العروسان دجاجا مطبوخا مسحوقا لحمه بعظمه، والرقص في الهياكل المقدسه نسك وقربان. ومن عادة العبيد الكونغو، أن يساكن الخطيب خطيبته سنة فإذا حملت أثناءها احتفل بقرانها رسميا وإلا أرجعها إلى أهلها. أما سكان الحبشة فمن عاداتهم أن يحمل العريس عروسه على كتفيه إلى بيته ولو كان بعيداً وقد جمعنا


[1] يغيظ الزنوج عندنا أن يضع على العودة صوفة أو خرقة سوداء يخاطب الزنجي بهذه العبارة( رأس أبوك بالشمس) بالواو لا بالياء على غير القواعد النحوية، وهكذا مما يغيظه أن يكثر لديه العطاس، ومما ينسب للمرحوم العلامة الشيخ جعفر الملقب بالصغير ابن المرحوم الشيخ علي بن المرحوم الشيخ جعفر كاشف الغطاء أبياتاً يخاطب بها بعض الأحرار من أم زنجية وهي:

اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 209
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست