responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بين النجف و الأزهر المؤلف : الكفائي، السيد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 13

أبواب الصرف تحتاج إلى التنقيح والتهذيب والجمع والتبويب بحيث يسهل على المتعلم دراستها. وعلى المعلم تدريسها.

البلاغة

ولكي نطلعك على حال ما تعرضت إليه اللجنة في هذا المقام سابقاً وذكرته لاحقاً لابد وأن نشير إلى أهم الفوائد التي تعود للطالب من معرفة هذا العلم وهو فائدتان:

(أحدهما) معرفة معاني التراكيب العربية واسرارها والاطلاع على دقائق اللغة ومزاياها.

(الثانية) القدرة على تأدية الكلام وصوغه بصورة مقبولة ومعرض حسن تسيغه النفس ويقبله الطبع وبهاتين الفائدتين يعرف وجه الحاجة إلى العلم المذكور وضرورة الاطلاع عليه حيث ان البصيرة بالاولى منهما توجب الاحتراز عن الخطأ في تأدية المعنى المقصود فلها من الاهمية ما للقواعد النحوية والصرفية من التحفظ بها عن الخطأ في مقام البيان والافصاح. والثانية منهما بها حياة اللغة العربية وجمالها ومعها يستطيع المتكلم أن يفهم مراده بصيغة عربية سهلة المنال لا يمجها الطبع و لا ينبو عنها السمع ولولاها لكان الكلام برطانة الاعجمي اشبه وبمجمجة السوقي الصق وحيث اتضح لك ما لهذا العلم من الاهمية في عروبة البيان والافصاح ظهر لك أمران:

الأول: ان ما اشارت إليه اللجنة سابقا من عدم الاهمية لهذا العلم مستندة في حكمها المذكور إلى استطاعة العرب الاستغناء عنه عصراً طويلًا هو من أزهى عصور الحياة الادبية غير صحيح إذ انا لو اعتمدنا على هذه المقايسة والمقارنة في الاستغناء عن علم البلاغة لاقتضى ذلك الحكم بنفي الاهمية عن سائر العلوم العربية لاشتراكها فيها. فان اللغة العربية مضى عليها هذا الزمن المذكور ولم يدون لها علم من العلوم ولا فن من الفنون.

الثاني: عدم صحة إهمال بعض الابواب التي لها الصلة التامة بالحياة الادبية والاثر البليغ في حصول إحدى الفائدتين المذكورتين كبحث إخراج الكلام على خلاف‌

مقتضى الظاهر والاستاذ المجازي. وطرق النحو وأغراضه وما هو الأبلغ من طرق التأدية وغيرها من المباحث المهمة التي هي من متممات العلم المذكور ومن أقوى أسباب الظفر بغاياته.

اسم الکتاب : بين النجف و الأزهر المؤلف : الكفائي، السيد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست