responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب مدينة العلم المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 70

الجواب عن الشبهة المذكورة عن طريق يؤمن به الملحدون و يدين به الجاهلون لذا كان لزاماً عليَّ ان استشهد بقول من تركن نفوسهم إليه من ان الدين لا تنافى مع العلم فقد سبق منا كلام شبلي و إليك ما صرح به العلامة هرشل حيث يقول كلما اتسع نطاق العلم ازدادت البراهين الدامغة القوية على وجود خالق أزلي لا حد لقدرته فالجيولوجيون و الرياضيون و الفلكيون و الطبيعيون قد تعاونوا على تشييد صروح العلم و هو صرح عظمة اللّه وحده. و هذا الفيلسوف الغربي صاحب كتاب ثمرات الحياة يقول انه توجد فوق الإنسان قوة أزلية أبدية ينشأ عنها كل شي‌ء و ما احسن الكلمة المأثورة عن (باكو) التي يقول فيها ان العلوم الطبيعية إذا رشفت بأطراف الشفاه أبعدت عن اللّه تعالى و ان شربت عبا اوصلت إليه تعالى. و هذا الدكتور الذري أخي محمد قال لي إني كنت مقلداً في عقيدتي الدينية أما اليوم بعد درسي للعلوم الطبيعية و تعمقي فيها و خوضي في الذرة و مجرها آمنت بالدين الإلهي ايمانا لا يشوبه شك و لا تزلزله أي شبهة لله الحمد.

خطبتنا في عيد الأضحى في الصحن الحسيني‌

(و من ذلك) من خطبة لنا بعد صلاة عيد الأضحى في صحن الحسين" عليه السلام" سنة 1382 ه و هي بعد البسملة.

أيتها الأمة المسلمة

حييتم بأبهى تحية تمتزج باللطف الإلهي و العناية الربانية و إذا حييتكم فإنما أحيي قلوبا يقظة و عواطف نبيلة و نفوساً طاهرة تجشمت العناء و التعب في سبيل اعلاء كلمة اللّه و الدعوة لدينه. ان تركيز الدين ضروري للمجموعة الإنسانية على حد ضرورة نشر المعارف فيها بل يزيد عليها بمراتب كثيرة بل اكثر لما في انتشار المادية و تفشي الالحادية من خسارة الفرد و العائلة و المجتمع. أما خسارة الفرد فلشعوره بأن حياته و ما يحيطها أمر محدود يفنى بفناء الدهر و ينقضي بانقضاء الزمن و هذا ما يجعله في حزنٍ و كمد عند التفاته لذلك و في أسفٍ و تألم عند ادراكه محدودية حياته بل تصبح نفسه ضعيفة إمام محن الأيام و طوارق الزمان فلا يحتمل ابسط الحوادث المؤلمة و اقل الوقائع المزعجة بخلاف المؤمن بربه المتمسك بدينه فانه تضعف في نظره الحوادث بمقدار قوة إيمانه و شدة عقيدته و اني وجدت الكثير ممن آمن بالله لو فقد عزيزه كان كمن سافر عزيزه عنه و يلتقي به بعد حين و إذا حل به البلاء آنس نفسه بما يناله في الآخرة من الجزاء و هوّن عليها الخطب يوم الحساب يوم الاجر و الثواب. و أما خسارة العائلة فهو لا يأمن على عرضه و لا على نفسه و لا على ماله من أهل بيته عند فقدهم العقيدة الدينية فان سلطان الشهوة لا يقهره شي‌ء لا شرف النفس و لا حسن التربية إذا جد الجد و خلا له الوقت إلا تمركز العقيدة بالله و الحوادث التاريخية أدل دليل على ذلك فقد شهد الكثير منها ان البيت الذي يفقد الوعي الديني تتحكم اللذات الحيوانية بمقدّراته و تكون المادة العمياء هي المقياس الوحيد في حياته و إذ ذاك تنعدم الثقة حتى في أهم أركانه فلا أمان لصاحبه بزوجته و لا لزوجته الأمان به و لا ثقة له بذويه و لا لذويه ثقة به كما لا يطمئن على حياته فيما لو اقتضت الميول البيتية القضاء عليها و لا يأخذه القرار على ماله و لا على ما في يده فيما لو أراد البيت غصبها من عنده أو سرقتها منه و لنا على ذلك شواهد سجلها التاريخ و قضايا دونتها المحاكم المدنية و عند ذلك ينهار البيت و يزول الحنان و التعاطف من بين يديه و يصبح صاحبه في شقاء مستمر و ذووه في خشية و خوف دائم‌

اسم الکتاب : باب مدينة العلم المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست