responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب مدينة العلم المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 68

إحداها ان العلم المذكور مع الورع و التقوى موجب للتحلي بثوب الزعامة الإلهية و الرئاسة الدينية التي خص اللّه تعالى بها اولياءه و اصفياءه و هي مما يبذل في تحصيلها النفس و النفيس.

ثانيها الخروج من حضيض التقليد إلى ذروة الاجتهاد و المعرفة للأحكام عن دليل. قال اللّه تعالى‌ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ‌ فخص اللّه العلماء بالذكر مع اندراجهم في المؤمنين رفعاً لمنزلتهم.

ثالثها تعليم المسترشدين بايضاح الحجة لهم و إلزام المعاندين باقامة الدليل عليهم.

رابعها حفظ الأحكام الشرعية الفرعية عن ان يزيلها مرور الأيام و يسدل عليها ثوب النسيان أو تلوثها شبهة الجاهلين و تشكيكات المعاندين.

خامسها وقوع الأعمال العبادية و المعاملية عن عقيدة لا عن تقليد.

سادسها الإرشاد للمصالح الدينية و الدنيوية بالاطلاع على أسرار الشريعة الإسلامية. و لا بأس من نقل بعض الشذرات من خطبنا و كلماتنا في فوائد الدين و الثمرات القيمة التي تحصل من التمسك به.

كلمتنا في المولد النبوي‌

(فمن ذلك) من كلمة لنا في المولد النبوي" صلى اللّه عليه و آله" نشرتها مجلة الثقافة 26، ج 2، ثمّ ما فتئ الأمر حتى تعاكست أنوار الإسلام النفوس و استعبرت به المدارك و العقول يختال بأنظمته القيمة و أصوله الكاملة المبرمة الحقب و الازمان حتى اصبح و من ورائه شعب صار مؤمنا بعقائده مندفعاً بمبادئه لا تأخذه فيها لومة لائم. و لا يهاب في الدفاع عنها سطوة جائر غاشم فأزال مماليك الشك و هدم تقاليد الإلحاد و استأصل العادات القبيحة و نشر الآداب الحسنة و قلب الوضع العالمي رأساً على عقب و ركّز الاخاء في الروح و التعاون على الخير و الصدق في القول و العمل التي تحيى بها الإنسانية و تزدهر بأشعتها البشرية. ناهيك به من انقلاب زعزع أركان دولتي الشرق و الغرب الروم و الفرس و أراح الشعوب من الاستبداد و الاستعباد الذي أرهقها صعوداً و جشمها كئوداً و خلصها من تقاليد ثقيلة لا يطاق حملها و جردها من عقائد تشبه الألغاز و الأحاجي في ابهامها و غموضها و هيأها للدخول في أدوار جديدة من حياة سعيدة موفورة بالحرية بعد ان غلب عليها الشقاء و ألبسها الحضارة بعد ان كانت بعيدة عن مفاهيم الناس بعد الأرض عن السماء. و تلى ذلك كله ما نراه اليوم من النهضة المستمرة في عالمي العلم و العمل حتى انك لا تجد نظرية تأسست بعقول راجحة و ادمغة ناضجة يكون لها الأثر القيم في تطور الحياة البشرية و ترقيها في مدارج الكمال إلا و هي صدى آية من آيات الكتاب المجيد أو حديث من الأحاديث الشريفة للنبي الكريم.

مقالنا الذي نشرته صحيفة الأمة

(و من ذلك) مقالنا الذي نشرته صحيفة الأمة اللبنانية في عددها 31 لسنتها الثانية تحت عنوان (الإنسانية في طريقها إلى الفناء أو خدمة الدين للإنسانية). ان الإنسان بوضعه الفردي أو وضعه الاجتماعي مفطور على حب الذات و الإيثار لها على الغير مهما بلغ من درجات الرقي و الكمال و هذا الحب و ان جرَّ للإنسان الخير و جعله طالباً للسعادة و الهناء إلا انه لا يزال يدفعه للتغلب على الغير و السيطرة على مقدرات الحياة فتجد الفرد يسابق الآخر ليكسب المغنم لنفسه دون غيره و تجد الأمة تطاول الأخرى لتفوز

اسم الکتاب : باب مدينة العلم المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست