الأول الفقهاء الصحابيون: و هم من لقي رسول
اللّه" صلى اللّه عليه و آله" و آمنوا به و لازموه حتى عرَّفوا بالفقهاء
و أما من عاصر الرسول" صلى اللّه عليه و آله" و لم يلقه فلا يسمى
صحابياً حتى لو كان فقيهاً و انما يعتبر من التابعين إلا إن الكثير منهم انصرف إلى
أمر معاشه عن الاشتغال بالفقه و منهم من لم تتوفر فيه القريحة الفقهية و ذكر أرباب
السير أن منهم المكثر في الفتوى كالامام علي" عليه السلام" و زيد بن
ثابت و عبد اللّه بن عباس و عبد اللّه بن عمر و منهم المقل في الفتوى كالامام
الحسن" عليه السلام" و أبي عبيدة الجراح و منهم المتوسط في الفتوى كأبي
بكر و انس بن مالك و أبي سعيد الخدري و كانوا كلهم في المدينة المنورة ثمّ تفرقوا
بعد التوسع في الفتح و اسناد الولاية و القضاء إليهم.
الثاني ما يسمى بالفقهاء التابعين: و هم من لقي الصحابة واخذ منهم و
عصرهم متداخل في عصر الصحابيين و العصر الذي انفردوا به عن الصحابيين قصير جدا قيل
و كان نهايته قبل نهاية دولة بني أمية.
الثالث ما يسمى بالفقهاء الأرأيتيين مفردة (أرأتي) نسبة إلى (أ
رأيت): و هم الفقهاء الذين يبحثون في مسائل فرضية يستبعد حدوثها و يحكمون فيها
بحسب رأيهم فيقولون (أ رأيت لو كان الأمر كذا فما كان الحكم) و قد كثر إطلاق هذا
اللفظ على فقهاء العراق من أهل الرأي.
الرابع ما يسمى بالفقهاء الواقعيين: و هم الذين يقصرون الفتوى على
المسائل الواقعية و هي التي اشتملت على ذكرها الآيات القرآنية أو السنة.
الخامس ما يسمى بالفقهاء المتقدمين: و هم الفقهاء الذين كانوا قبل
سقوط بغداد بيد المغول سنة 656 ه اعني ما كانوا قبل منتصف القرن السابع.
السادس ما يسمى بالفقهاء المتأخرين: و هم الذين كانوا بعد سقوط بغداد
سنة 656 ه حتى اليوم.
السابع ما يسمى بالفقهاء المعاصرين: و هم من أدرك المتكلم أو المؤلف
زمانه فان ذلك المتكلم أو المؤلف يحق له ان يعبر عن الفقيه الذي في زمانه
بالمعاصر.
الثامن ما يسمى بالفقهاء المطلقين: و الفقيه المطلق هو الذي له ملكة
الاجتهاد في جميع مسائل الفقه و قد يطلق على من رجع في استنباط الأحكام الشرعية
للأدلة التفصيلية كالكتاب و السنة و الإجماع و العقل في مقابل الفقهاء المقلدين و
هم الذين قلدوا من سبقهم من المجتهدين و انحصر اجتهادهم في فتاواهم و يسمون أيضاً
بالفقهاء في المذهب و يسمون من كان منهم يفصل ما أجمل من قول مرجع تقليده أو يبين
ما أبهم منه بأصحاب التخريج.
التاسع ما يسمى بالفقهاء المتجزءين: و الفقيه المتجزئ هو الذي له
ملكة الاجتهاد في بعض مسائل الفقه دون بعض و يقابله الفقيه غير المتجزئ و قد يعبر
عنه بالمطلق كما تقدم.
العاشر ما يسمى بالفقهاء المحدّثين و الاخبارييّن: و هم الذين
يعتمدون على الأدلة النقلية دون الأدلة العقلية و لا يعتبرون علم الأصول و يقابلهم
الفقهاء الأصوليون و هم الذين يعتمدون عليها و يأخذون بعلم الأصول هذا اصل
الاصطلاح و لكن عند الشيعة الاختلاف بين الأصوليين و المحدّثين قد تجاوز ذلك. و قد
ألف في ذلك جدنا كاشف الغطاء" رحمه اللّه" كتاباً فيما اختلف فيه
الأصوليون و الاخباريون.