responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب مدينة العلم المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 174

ثانيها فضيلة الدفن فيها فان ذلك أوجب نقل الموتى إليها و من تبعات النقل قصدها من أولياء الأموات و أحبائهم للقيام بما يلزم للميت عند اقباره في قبره و الخبير بذلك هو الفقيه الديني.

ثالثها فضيلة الزيارة للقبر الشريف قبر أمير المؤمنين علي" عليه السلام" و قبر ضجيعيه آدم و نوح و قبر جاريه هود و صالح في كل وقت و تزداد الفضيلة في الأوقات الجليلة و المواسم الشريفة و في ذلك ما يجمع مختلف أنواع الشيعة مع مراجعهم.

رابعها بعد موقعها الجغرافي عن باقي البلدان فانه مما أوجب قلة الفتن بها و بعد السلطة الزمنية عنها و هذا مما وجب للمرجع الديني الانطلاق و الاطمئنان الذي يساعدانه على الانصراف لشئونه و أعماله و حرية تفكيره.

مناهج التعليم في النجف الأشرف‌

و أساليب الدراسة الدينية فيها

لقد تمشت الدراسة الدينية في النجف الأشرف قروناً متطاولة و نظمت نفسها من لدن قادة فكر المذهب الشيعي من دون ان يتولى ذلك أهل السيطرة و السطوة أو يتبناها ذووا التيجان و السلطان إلا في ازمنة نادرة قامت السلطة الزمنية و رؤساء الدول الشيعية بتشجيعها كما صار ذلك في عصر البويهيين و كانت الدراسة فيها على صورة حلقات في معاهدها و مدارسها التهذيبية و في المساجد و البيوتات الأهلية بل قد تكون في الزوايا و الانفاق في منقطع عن العالم و بعد عن السامع و الناظر و في أثناء سيرها قد تخور قواها شدة و ضعفا وسعة و ضيقا. و كان من ابرز مظاهرها هو تنمية النزعات البناءة و تقوية القوى الفكرية بالسماح للطالب بالمناقشة و الجدل في كل ما يدرسه من اجروميته النحوية إلى مكاسبه الفقهية ليخرج و هو على يقين بما درسه و تعلمه. و تكفلت تنسيق المعلومات التي يغذى بها بشكل منطقي و اسلوب استدلالي و اعطائه حرية الكلام و الرأي و البحث عن مدى صحة ما يتلقاه من المعلومات و سقمها فيمارس حياة علمية صالحة يتخطى بها من حضيض التقليد إلى مرتبة الاجتهاد و يراعي مربوه و مثقفوه تربيته تربية طيبة و يهذبونه بالمثل المثلى و الأخلاق العليا قد أعدوه اعداداً تامّاً للاندماج في المجتمع و ارشاده للمعارف الدينية و الأخلاق الإسلامية و كانت اساليبها قديما بعد ان يبلغ الصبي السابعة من عمره يسلمه أولياؤه لمكتب شخص معين قد أعده لتعليم الصبيان في داره و على الغالب في المسجد.

و يبدأ بتعليم قراءة القرآن و الكتابة و يسمى ذلك الرجل بالشيخ و قد تقوم المرأة بمهمة تعليم القرآن و تسمى بالملة و قد قرأت القرآن عند ملتي أم سيد حسن" رحمه اللّه" زوجة السيد محمد العاملي الكتبي" رحمه اللّه" و يذهب الصبي مبكراً حتى الظهر و يعود للبيت لتناول طعام الظهر ثمّ يرجع و يعود قبيل الغروب و العطلة له في الاسبوع عصر الخميس و يوم الجمعة و في الاعياد

اسم الکتاب : باب مدينة العلم المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 174
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست