responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب مدينة العلم المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 129

قال الشهيد" رحمه اللّه" في الذكرى بعد تفسير العبادة بالفعل و شبهه المشروط بالقربة قال و للجهاد و نحوه غايتان فمن حيث الامتثال المقتضي للثواب عبادة و من حيث الاعزاز و كف الضرر لا يشترط فيه التقرب و ما اشتمل عليه باقي الاقطاب من قسم العبادة من هذا القبيل و أما الكفارات و النذور فمن قبيل العبادات و دخولها في غيرها تغليبا أو تبعاً للأسباب.

و ما ذكره و ان كان حسناً في مقام التوجيه و الاعتذار إلا انه لا ينفع للتعويل على ما قالوه في التمييز بين العبادة و غيرها و هو المهم فانهم بهذا الادخال و الاخراج قد خرجوا عن معناها المعروف فلا يمكن الحكم بكون الشي‌ء عبادة بذكره في كتب العبادات و لا بأنه ليس منها بذكره في غيرها. على انهم إن أرادوا بالعبادة ما يمكن التقرب به بطل الحصر فيما ذكروه من العدد لدخول العادات و المعاملات كلها في العبادات بهذا المعنى فإنها بأسرها صالحة للتقرب و ان أرادوا خصوص ما تعلق به الطلب وجوباً أو ندبا فكذلك و ان كان الداخل فيها اقل من الأول و ان أرادوا ما كان معظم الغرض فيه الأمر الاخروي أو ما يعتبر في صحته القربة و حب ذكر الصدقة و الكفارة و النذر و العتق و نحوها في العبادات فان الغرض الأهم فيها الآخرة و ان قصدوا بها معنى آخر فلا بد ان يبين حتى يعرف.

و بالجملة فالأمر في العبادة التي جعلت مقسماً لهذه العبادات ملتبس.

و إن كان التحقيق ان معنى العبادة لغة الطاعة و الخضوع و الذي يتحصل من الفقهاء و الأصوليين انها اطاعة العبد ربه من الوجه الذي يطاع به فتكون حقيقتها هو العمل المقرون بنية القربة و عن الشهيد في القواعد إن إطلاق اسم العبادة ينصرف إلى ذلك ... و عليه فالوقف و الأضحية و العتق و الصدقة من العبادات المذكورة في باب المعاملات لمناسبات لوحظت في أنظار المؤلفين.

و جدي كاشف الغطاء" رحمه اللّه" قسم الفقه في شرحه للقواعد إلى قسمين عبادات و معاملات فاراد بالمعاملات ما ليس بعبادة ثمّ قال" رحمه اللّه" و جميع التعريفات مدخولة في طردها و عكسها إلا أن يلتزم بالاستطراد. و لعله أشار إلى ما يشكل عليهم.

أولا عدّهم من قسم العبادات الآذان و الاقامة و الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر مع ان النية ليست شرطاً في صحتها بداهة ان مجرد فعلها يسقط العقاب نعم النية و قصد القربة شرط في استحقاق الثواب عليها كما هو شأن سائر الواجبات التوصلية.

قال المرحوم الشيخ حسن في شرح مقدمة كتاب والده كشف الغطاء ان من العبادات ما لم يقرن بالنية كالعقائد الأصولية و النية و مكارم الأخلاق كالحياء و السخاء و المروءة و التواضع و نظافة القلب من الحسد و الحقد و السلام و زيارة الاخوان و اكرام الضيوف و قضاء الحوائج‌

اسم الکتاب : باب مدينة العلم المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست